207

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

الذين بلغك أنهم المفلحون في الآخرة، أو الإشارة إلى ما يعرفه كل واحد من حقيقة المفلحين وخصوصياتهم تنبيه تأمل كيف نبه سبحانه وتعالى على اختصاص المتقين بنيل ما لا يناله أحد من وجوه شتى: بناء الكلام على اسم الإشارة للتعليل مع الإيجاز، وتكريره وتعريف الخبر، وتوسيط الفصل لإظهار قدرهم والترغيب في اقتفاء أثرهم، وقد تشبث به الوعيدية في خلود الفساق من أهل القبلة في العذاب. ورد بأن المراد بالمفلحين الكاملون في الفلاح ويلزمه عدم كمال الفلاح لمن ليس على صفتهم لا عدم الفلاح له رأسا.

التعريف فيه للعهد الخارجي أي بلغ المخاطب أن في العالم طائفة معلومة يقال لهم المتقون في الدنيا وطائفة أخرى يقال لهم المفلحون في الآخرة، إلا أنه لا يعلم أن إحدى الطائفتين هل هي مغايرة بالذات للأخرى أو هي متحدة معها؟ فإن كون كل واحد من المتقين والمفلحين معلوما للمخاطب لا يستلزم علمه بأن أحدهما هو الآخر واتحادهما بحسب الذات كما في «زيد أخوك» فجاز أن يعلم المخاطب أن في العالم طائفة المتقين في الدنيا وطائفة المفلحين في الآخرة، ولا يعلم أن إحداهما هي الأخرى أو غيرها فيطلب الحكم على المتقين بأنهم هل هم الذين بلغنا أنهم المفلحون في الآخرة أو لا؟ فيبين له أنهم هم المفلحون. ثم إن جعل لفظ «هم» فصلا يعتبر فيه قصر المسند على المسند إليه إفرادا دفعا لتوهم الشركة بأن يتوهم أن المعهودين بالفلاح في الآخرة يندرج فيهم غير المتقين أيضا، وإن لم يجعل فصلا بل كان مبتدأ وما بعده خبره والجملة خبر أولئك لم يعتبر القصر بل يكون الكلام مسوقا لمجرد الحكم على المتقين بأنهم المعهودون بالفلاح في الآخرة. والوجه الثاني أن تكون اللام في المفلحين لتعريف الجنس المسمى بتعريف الحقيقة، ثم إن المشهور في مثله أن يراد بالمبتدأ ذات قصد حصر جنس الخبر فيه حقيقة بأن لا يوجد ذلك الجنس في غيره أصلا، نحو «زيد الأمير» إذا انحصرت الإمارة فيه ولم يكن في البلد أمير سواه. أو قصد حصره فيه ادعاء بأن يكون المبتدأ أكمل أفراد ذلك الجنس بحيث لا يعتد بتحققه في غير ذلك الفرد نحو «زيد الشجاع» إذا كان زيد كاملا في الشجاعة بحيث صار كأنه ليس في الدنيا شجاع غيره. وقد لا يقصد بالخبر المعرف باللام مفهوم مغاير للمبتدأ بل يقصد به أن المبتدأ هو عين ذلك الجنس ومتحد به لا أنه مفهوم مغاير للمبتدأ منحصر فيه كما هو المشهور. وهذا معنى آخر للخبر المعرف باللام الجنسية غير الحصر ذكره الشيخ في دلائل الإعجاز واختاره صاحب الكشاف لكونه أبلغ من الحصر، فالمعنى حينئذ: أولئك هم عين حقيقة المفلحين. فاللام لنفس الحقيقة من حيث هي وعبارة الكشاف هكذا. ومعنى التعريف في المفلحين الدلالة على أن المتقين هم الذين إن حصلت صفة المفلحين وتحققوا ما هم وتصوروا بصورتهم الحقيقية فهم هم لا يعدون تلك الحقيقة. قوله: (تأمل كيف نبه) «كيف»

مخ ۲۱۳