حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
ژانرونه
أو مبتدأ والمفلحون خبره، والجملة خبر أولئك. والمفلح بالحاء والجيم الفائز بالمطلوب كأنه الذي انفتحت له وجوه الظفر، وهذا التركيب وما يشاركه في الفاء والعين نحو فلق وفلذ وفلى يدل على الشق والفتح. وتعريف المفلحين للدلالة على أن المتقين هم الناس قبلها لأنعمت له وذلك سمي فصلا، والثانية تأكيد النسبة الرابطة لما فيه من الدلالة على تقوية الربط، والثالثة الدلالة على قصر المسند إليه وتخصيصه به بشهادة الاستعمال في مثل إن الله هو الرزاق [الذاريات: 58] وكنت أنت الرقيب عليهم [المائدة: 117] قيل: قد تقرر في علم المعاني أن الفصل إنما يفيد التخصيص إذا لم يكن الخبر معرفا باللام سواء كان اسما منكرا أو فعلا أو ظرفا نحو: زيد هو أفضل من عمرو، وزيد هو يقاوم الأسد، وزيد هو في الدار قال صاحب الكشاف: إن لفظ «هو» في قوله: إن الله هو الرزاق ليس للتخصيص. وأما إذا كان الخبر معرفا باللام فالتخصيص يحصل من التعريف ويكون الفصل لمجرد تأكيد الاختصاص الحاصل من تعريف الخبر، فإن الخبر المعرف باللام يفيد التخصيص سواء كان المبتدأ معرفا بلام الجنس كما في قوله عليه الصلاة والسلام: «الكرم التقوى والحسب المال والدين النصيحة». أي لا كرم إلا التقوى ولا حسب إلا المال ولا دين إلا النصيحة، لأن المعنى كل الكرم التقوى. أو لم يكن المبتدأ معرفا اللام وكان باللام في الخبر للجنس نحو: أنت العزيز أي لا عزيز إلا أنت، أو للعهد نحو: رأيت كريما وأنت الكريم أي أنت ذلك الكريم لا غيرك. والظاهر أن مراد القوم بقولهم: إن الفصل لا يفيد التخصيص إذا كان الخبر معرفا باللام، أنه لا يفيده ابتداء وقصدا وإنما يفيده تأكيدا وتبعا وذلك لا ينافي قول المصنف رحمه الله «أنه يفيد التخصيص» فإن معناه أنه يؤكد الاختصاص الحاصل من تعريف الخبر. قوله: (أو مبتدأ) عطف على قوله: «فصل» وقوله: «كأنه الذي انفتحت له وجوه الظفر» إشارة إلى وجه تسمية الفائز بالمطلوب مفلحا مع أن الفلح في الأصل بمعنى الفتح والشق ولهذا يسمى الزارع فلاحا، ويقال فلحت الأرض أي شققتها للحرث، ويقال: الحديد بالحديد يفلح أي يشق ويقطع. قال الشاعر:
لا تبعثن إلى ربيعة غيرها ... إن الحديد بغيره لا يفلح
قوله: (انفتحت) يدل على أن همزة أفلح والمفلح للصيرورة. قوله: (نحو فلق) أي فلج أي شق، وفلذ أي قطع، وفلى أي فرق الشعر لطلب القمل. وفي الصحاح: الفلح الظفر والفوز، والفلج بالتحريك تباعد ما بين الثنايا والرباعيات يقال رجل: أفلج الأسنان ورجل مفلج الثنايا أي متفرجها، وهو خلاف متراص الأسنان.
قوله: (وتعريف المفلحين الخ) ذكر لتعريف المفلحين وجهين: الأول أن يكون
مخ ۲۱۲