Hashiyat al-Sindi ala Sahih al-Bukhari
حاشية السندي على صحيح البخاري
ژانرونه
203 كان العدم مضافا إلى فعل الغير كما هنا ، فإن العدم ههنا مضاف إلى غلبة الشيطان ، وعلى هذا فقوله فافعلوا أي افعلوا المداومة أو المحافظة.
قوله : (ثم يعرج الذين باتوا فيكم) أي : أو ظلوا فهو من باب الايجاز أو معنى باتوا كانوا أعم من أنهم باتوا أو ظلوا. وأما قولهم أتيناهم وهم يصلون فهو من باب الزيادة في الجواب تتميما لمراد السائل إذ هم علموا أن مقصود السائل ليس إلا إظهار فضل العباد وشرفهم على لسان الملائكة ، فبادروا إلى ذلك في الجواب زيادة على السؤال تتميما للمراد والله تعالى أعلم.
18 باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب
قوله : (إنما بقاؤكم) ينبغي أن يكون هذا معتبرا بالنظر إلى مدة آحاد هذه الأمة وآحاد أولئك الأمم إذ به يظهر العمل قلة وكثرة في الآحاد وهم محل الأجر والجزاء لا بالنظر إلى مدة تمام الأمة ، فلا يرد أن ما بين عيسى وبيننا أقل مما بيننا والقيامة.
والحاصل أنهم كانوا غالبا طويلي الأعمار كثيري الأعمال ، ونحن قصيرو الأعمار قليلو الأعمال لكن أمر الأجر بالعكس بفضل الله تعالى ورحمته ، فقد جعل لنا من كرمه ليلة هي خير من ألف شهر والله تعالى أعلم.
رقم الجزء : 1 رقم الصفحة : 194
وهذا الذي ذكرنا يدل عليه التكرير في قوله قيراطا وقيراطين قيراطين ، فإنه صريح في أن الكلام في الآحاد لا في مجموع الأمة ، ولعل المتأمل يشهد بفساد اعتبار المجموع ، فإنا لو فرضنا أن ثواب مجموع هذه الأمة أكثر من ثواب مجموع اليهود والنصارى لما كان فيه كثير
مخ ۱۰۱