Hashiyat al-Sindi ala Sahih al-Bukhari
حاشية السندي على صحيح البخاري
ژانرونه
129 باب فضل السجود قوله : (فإنكم ترونه كذلك) أي : رؤية لا مرية فيها فهذا هو الذي يفيده السوق في وجه الشبه.
281
قوله : (فيأتيهم الله) أي : يظهر لهم على وجه يخفي عليهم بعض صفاته التي يعهدونه بها ، فيقولون خوفا من الوقوع في إتباع غيره تعالى وارتكاب الشرك هذا مكاننا الخ. وفي هذا إظهار شرفهم ونزاهتهم عن رذيلة الشرك إلى هذا الحد ، ولا يلزم فيه تغير في صفات المرئي ، وإنما التغير في رؤيتهم ، والظهور عليهم. وقيل : معنى فيأتيهم الله أو لا يأتيهم ملكه على حذف المضاف ، ورد بأن الملك معصوم فكيف يقول ؟ أنا ربكم وهو كذب لكن يقال إن لا نسلم عصمته من هذه الصغيرة لمصلحة الامتحان ، ورد بأنه يلزم منه أن يكون قول فرعون أنا ربكم من الصغائر انتهى. قلت : إن فرض مجيء الملك فلا شك أنه يجيء بإذن الله تعالى ، ويقول بإذن الله تعالى فلا تتصور أن يكون قوله صغيرة ولا كبيرة ولا يمكن قياسه بقول فرعون بل الظاهر أنه يقول بأمره فيكون القول واجبا أو مندوبا ، فكيف يكون معصية ؟ لكن بقي الإشكال من حيث إنه في الظاهر شرك ومعلوم أن الشرك غير مأذون فيه في حال وقد قال تعالى : {ومن يقل منهم إني إله من دونه} فذلك نجزيه جهنم ، والتحقيق أنه لو فرض الأمر كذلك فلا إشكال لجواز أنه يقول ذلك حكاية لبعض كلماته تعالى : وقراءة لها كأن يقرأ أحدنا إني أنا الله لا إلا أنا لآية ومثله ليس من الكذب والمعصية في شيء نعم لغرض الامتحان يذكر على وجه لا تتميز الحكاية والله تعالى أعلم.
مخ ۱۳۷