فصمم على مواجهة الموقف بالقوة الضرورية فقال: لن أسمح بفتح البوظة! - إنك سيد الحارة ووجيهها الأوحد، ولكنك لست القانون ولا الفتوة!
فسأله بحنق: لم لا تذهب إلى أي حارة أخرى؟ - هنا وطني يا سيد الوجهاء.
وتبادلا نظرة طويلة، حتى قال درويش: بل إني أتوقع أن يشملني إحسانك العميم!
ها هو يخطط للابتزاز! وأرعشه الغضب فسحبه من يده إلى الخارج، ثم قال له: لعلي لا أستطيع أن أغلق خمارتك ولكني لن أخضع لأي تهديد. - ولكنك تجود على كل محتاج؟! - في سبيل الخير أعطي لا في سبيل الشر.
فقال بنبرة ذات مغزى: إنك حر في «مالك» يا سيد الحارة!
وضغط على «مالك» ضغطا موحيا، فرفع عاشور منكبيه استهانة وقال: قد تسول لك نفسك أن تشي بي، وأن تفشي سري بين الناس، هذا ممكن يا درويش، ولكن أتدري ماذا ستكون عواقب ذلك؟ - تهددني يا عاشور؟ - أعجنك ورأس الحسين حتى لا يعرف لك رأس من قدم! - تهددني بالقتل؟! - وأنت تعرف أنني على ذلك قادر! - من أجل أن تستأثر بمال لست صاحبه؟ - إني صاحبه ما دمت أنفقه فيما ينفع الناس.
تبادلا نظرة طويلة مرة أخرى. تجلى التخاذل في عيني درويش، فقال ملاينا: ما أريد إلا أن تجود علي مثل الآخرين. - ولا مليم لأمثالك.
وساد صمت، فرجع عاشور يتساءل: ماذا قلت؟
فتمتم درويش بأسف: ليكن، رغم أننا أخوان فسنعيش كالغرباء!
51
ناپیژندل شوی مخ