وذهل شمس الدين مرة أخرى لأن كريمة العنابي أرملة تقترب من الستين من عمرها وابنه مراهق ليس إلا. وقال له مجاهد إبراهيم: احذر أن يعتاد الولد البرمجة!
34
وتربص شمس الدين في الظلام أمام باب دار كريمة العنابي. جاء بعد أن تأكد من أن الولد قد غادر فراشه وها هو ينتظر. وقبيل الفجر بساعة فتح الباب وتسلل منه شبح. سقط في يد أبيه، فزع أول الأمر، هم بضربه لولا أن عرف صوته فانقهر. - أيها الخنزير!
وشده بعنف فشم رائحته فصاح: وسكران أيضا!
ولطمه لطمة طيرت الخمر من رأسه. وفي البيت عنفه وضربه حتى استيقظت نور الصباح وعفيفة، ومضت الحقيقة تتكشف لهما من خلال اللطمات والكلمات. وقال سماحة: كفى يا أبي وجهي يتحطم. - إنك تستحق القتل، تخدعني؟ - تبت وأنا في عرضك!
وقالت عفيفة: إنها أكبر مني المجرمة.
فصاح شمس الدين وهو يشير إلى سماحة: هو المذنب ولا أحد سواه!
35
وقال شمس الدين لنفسه إن المقدمات تنذر بأوخم العواقب، وإن من يبدأ بعشق امرأة في سن جدته فكيف ينتهي؟ وقد رأى كريمة هانم العنابي في بعض مشاويرها فهاله تصابيها وزواقها وبدانتها المفرطة، وآمن بأن أسوأ ما ينشأ عليه مراهق أن يألف أن تنفق عليه امرأة.
وفي ذلك الوقت توفي مؤنس العال فخلفه في الفتونة سمعة الكلبشي فازدادت أحوال الحارة حطة وإظلاما. وتلقى الحرافيش البلوى كقدر مكتوب لا مفر منه، فلم تعد الفتونة - بصرف النظر عن هوية الفتوة - إلا بلوى قائمة.
ناپیژندل شوی مخ