وعجب متسائلا: لم قبلت أمي الزواج من مثل هذا الرجل؟
21
وجعلت الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ كعقود نهار الصيف الماضية نحو الظهيرة المتلظية. وأخذ قلب شمس الدين يتلون بالسواد ويتشرب بالرفض والحنق. وترامى إليه وهو جالس في القهوة أن أباه يرقص في البوظة شبه عار. وجن الفتى فانطلق من فوره إلى البوظة بقلب محزون وإرادة مصممة. رأى أباه وهو يرقص وليس عليه إلا سرواله، والسكارى يصفقون ويغنون:
عومي على الميه
لم ينتبه المعلم جلال لمقدم ابنه فواصل الرقص في غاية من الانسجام، ورأى بعض السكارى شمس الدين فكفوا عن التصفيق والغناء، داعين الآخرين إلى ذلك، وقال أحدهم بإغراء شرير: فلنشهد منظرا طريفا!
وبتوقف التصفيق والغناء توقف المعلم جلال عن الرقص محتجا. وعند ذاك انتبه إلى وجود ابنه، كما فطن إلى غضبه وتحديه، فغضب بدوره وصاح به متسائلا: ماذا جاء بك يا غلام؟
فقال شمس بأدب: تفضل يا أبي بارتداء ملابسك.
فصاح المخمور: ماذا جاء بك يا وقح؟
فقال بإصرار: أتوسل إليك أن ترتدي ملابسك.
فانقض عليه مترنحا ولطمه لطمة شديدة صفقت في البوظة الصامتة، وصاح أكثر من صوت في تحريض وسرور: عفارم!
ناپیژندل شوی مخ