رأى الشيخ عفرة زيدان أمام قبره. حمله بين يديه فسأله في جزع: إلى القبر يا مولاي؟
ولكنه مضى به إلى الممر، ومن الممر إلى الساحة، ومن الساحة إلى القبو، واستيقظ على شيء.
فتح عينيه فسمع صوت زينب وهي تقول: هذا ما خمنته، تنام حتى مطلع الفجر؟
نهض فزعا. أسلم لها يده. مضيا صامتين.
23
ما يدرون إلا وهيكله العظيم يملأ باب البوظة.
اختلجت الجفون الثقيلة، وترددت التساؤلات تحت غيوم الأعين: ماذا جاء يفعل؟ - مطاردة أولاده؟ - لا تتوقعوا من ورائه مسرة!
مسح المكان ببصره حتى وجد فراغا في الجناح الأيسر فمضى إليه وتربع هناك في هدوء تستر به على ارتكابه. هرع إليه درويش قائلا: خطوة عزيزة.
ثم وهو يبتسم: فليعني الله على التصديق!
تجاهله تماما، وفي الحال جاءت فلة تسعى بالقرعة وقرطاس الترمس المدعوك بالشطة. أسبل جفنيه وتذكر قصة الطوفان. نحى القرعة جانبا، وأدى الثمن بلا كلام. وجعل درويش يراقبه بحيرة، ثم همس له وهو يهم بالابتعاد: نحن في الخدمة أيا تكن!
ناپیژندل شوی مخ