298

وفي أثناء ذلك اشترى راضي محل الغلال بماله الموروث عن أمه، وتزوج من نعيمة حفيدة نوح الغراب. تشجع جلال فقابل عزيزة هانم، وقال لها بثبات: يا ستنا النبيلة، أريد يد قمر حفيدتك.

فنظرت إليه طويلا بعينيها الذابلتين، وقالت بصراحة العجائز: اقترحت يوما أن يتزوجها راضي ولكن ألفت رفضت!

فقال جلال بثقة: إنه جلال من يطلبها هذه المرة. - ألا تعلم لم رفضت؟

فسكت مقطبا، فقالت بصراحتها السافرة: علما بأن راضي ذو مزايا ليست لك!

فقال بحدة: لست فقيرا، ثم إنني من آل الناجي.

فقالت بضجر: قد قلت ما عندي.

فقال بإصرار وعناد: أبلغيها الطلب. - لك هذا.

وغادرها وهو يغص بخيبة ترابية.

19

ولكن ثمة مفاجأة مزلزلة كانت تتربص بدار المرحوم عزيز؛ فقد رفضت ألفت هانم الدهشوري يد جلال، غير أن قمر انطوت على نفسها كالمتوعكة.

ناپیژندل شوی مخ