294

فيلاطفه مواسيا فيقول: كانت أجمل من الملائكة.

فينصحه أبوه قائلا: أخرسهم بالصبر.

فيتوارى جماله خلف عبوسة ناقمة، ويتساءل محتجا: الصبر؟!

فيرمقه أبوه بانزعاج.

10

وتتسلل إليه سيرة أمه؛ كلمة من هنا وكلمة من هناك. إنه يرفض أن يصدق. وإذا أرغم على التصديق رفض أن يعتبر الأمر مخزيا. ستظل أمه ملاكا مهما فعلت. وما العيب في أن يتطلع الإنسان إلى هلال المئذنة؟ ولكن هل يجدي منطق مع أولاد شياطين؟!

هكذا اضطر جلال إلى أن يخوض معركة بعد معركة. الحق أنه كان يتمنى غير ذلك. طالما أحب الود والتمس حسن العلاقة والصداقة. الأولاد يستهينون بذلك ويرومون المشاكسة، وهو صلب عند التحدي، عنيد حيال المستحيل، ادرع بخشونة ليست من طبعه، رد على الكلمة بضربة، تكاثرت مشاجراته وتوكدت انتصاراته، انقلب غلاما مخيفا وعرف بالشيطنة، رفعته القوة وأخرست خصومه فثمل بها وعبدها.

11

وفي الكتاب التقى من جديد بأخيه راضي. إنه ابن القاتل، ولكنه ضحيته أيضا، وهو غلام رقيق مهذب وضعيف، ومثله يعير بابن زهيرة فيجهش في البكاء. وتصدى للدفاع عنه حتى أسكت خصومه. وتعلق به الغلام وقال له: إنك أخي وإني بك لفخور!

كان راضي دونه قوة وجمالا، ولكنه كان بالغ التهذيب. وقال له مرة: أدعوك للغداء معي.

ناپیژندل شوی مخ