269

وقصت عليه موقفه في الحارة، فتفكر عزيز قليلا، ثم قال: التصرف بعيد عن الحكمة، ولكن حقه المشروع لا جدال فيه.

فقالت بحرارة: لا يفرض السجن على امرأة في حارتنا.

فتبسم المعلم عزيز وقال لها: سأتحدث عنك باعتبارك من آل الناجي، ولكن عليك أن ترضي بالمعقول.

47

شفاعة المعلم عزيز لم تحقق لها إلا ما هو دون القليل. لم يعد أمامها إلا الإذعان ولو إلى حين. إنها تذعن وتضمر السوء معا. غير أن لقاء المعلم عزيز أسفر عن أشياء لم تجر لها في خاطر من قبل. أشياء مثيرة جنونية رائعة الجمال. أشياء قذفت بها إلى دنيا مغمورة بالأحلام. قالت لنفسها إن المعلم عزيز معجب بها. بل أكثر من ذلك. لقد أدلت عيناه باعترافات فاتنة فمتى بدأ ذلك؟ حقا ما من رجل رآها إلا وفتن، ولكن هل المعلم عزيز مثل سائر الرجال؟ ثم إنه متزوج وهي متزوجة. وهو كهل أيضا ومثال للنبل وحسن السمعة. مثله لا يمد الطرف إلى امرأة متزوجة، متزوجة من صديق.

وما أزهدها هي في علاقة غير مشروعة! ما فائدتها؟ إنها تطمح إلى اكتساب حق. في سبيل ذلك وطئت قلبها بلا رحمة، في سبيل ذلك تحس أحيانا بجيشان.

الجنون السامي في قدح من الخمر المقدسة. وتراءى لها عزيز سماحة الناجي في هالة حلم وردي لم تدر كيف يمكن أن يتجسد لها في عالم الحقيقة. هل يمكن ذات يوم سحري أن تصبح ضرة لألفت هانم، وشبه ابنة شرعية لعزيزة هانم؟

هل يمكن أن تتسلطن يوما في دار فاخرة، وتستقل بالدوكار ذي الجرس الرنان؟

وتضاءل محمد أنور حتى انقلب ذرة من سخام متطايرة فوق أديم طريق طويل ليس له نهاية.

48

ناپیژندل شوی مخ