205

وكان قرة عائدا إلى الدار ليلا عندما اعترضته في الظلمة عجوز وهي تقول: مساء الخير يا معلم قرة.

فرد تحيتها متعجبا، فقالت له: ثمة من ينتظرك الآن في ساحة التكية.

فثار في نفسه حب الاستطلاع وتساءل: من؟ - ستي عزيزة كريمة المعلم إسماعيل البنان!

11

تبع العجوز يشقان الظلمة الكثيفة تحت القبو حتى خرجا إلى ظلمة الساحة المشعشعة بأضواء النجوم. كان الزمان صيفا والنسمة لطيفة وانية، وعذوبة الأناشيد تملأ الجو. قادته العجوز إلى شبح واقف تحت السور العتيق. لم يتبين منها شيئا، ولم يكن رآها أو سمع عنها من قبل. ولما طال السكوت همس مشجعا: إني في خدمة الهانم.

فجاءه صوت ناعم مضطرب النبرة يقول: أشكرك.

ثم مستدركة في توسل: لا تسئ بي الظن! - معاذ الله.

وحجز السكوت بينهما كالأول، فأدرك أنها تنادي شجاعة مفتقدة، وذهبت به الظنون كل مذهب، حتى اضطر إلى أن يقول: إني مصغ إليك.

فقالت وهي تزداد اضطرابا: سمعتك كالورد، وما هي إلا كلمة واحدة، فليعني الله على قولها. - إني أصغي إليك بكل اهتمام. - أخوك رمانة.

وانقطع الصوت كأنه اختنق فخنق قلبه. تبددت ظنون، حل محلها الظلام، تمتم: أخي رمانة؟

ناپیژندل شوی مخ