فإنْ كنتَ للتَّجميشِ واللَّحظِ كارهًا ... فلا تدخُلَنَّ السُّوقَ إلاَّ منقّبا
ولا تظهرنَّ الخَدَّ للنَّاسِ فِتنةٌ ... ومن تحتِ صحنِ الخدِّ صُدْغًا معَقْربا
فتهتِكَ مَستورًا وتَفتِنَ ناسكًا ... وتقتلَ قاضِي المسلمينَ مُعذّبا
وقال مجنون بني عامر:
إذا طنَّتِ الأذْنانِ قلتُ ذَكرتِني ... أو اختلجتْ عيني رَجَوتُ التَّلاقيَا
أُصلِّي فما أدري إذا ما ذكرتُها ... أثنتينِ صلَّيتُ الضُّحَى أمْ ثمانِيا
خليليَّ إن بانُوا بليلَى فَقَربَا ... ليَ النَّعشَ والأكفانَ واستغفرا لِيَا
خليليَّ إلاَّ تبكِيَا ليَ أستعِنْ ... خليلًا إذا أفنيتُ دمعي بكَى لِيَا
فلو أنَّني أشكو الَّذي قدْ أصابَني ... إلى مَيتٍ في قبرِهِ لبكَى لِيَا
ولو أنَّني أشكو الَّذي قد أصابَني ... إلى جَبَلٍ صعبِ الذُّرَى لانْحَنَى لِيَا
ولو أنَّني أشكو الَّذي قد أصابَني ... إلى مُقعَدٍ في بيتِهِ لعَدَا لِيَا
وإنِّي لأسْتَغْشي وما بي نَعسَةٌ ... لعلَّ خَيَالًا منكِ يَلقَى خَيالِيَا
تَجَرَّمَ أهلُوها الذّنوبَ كأنَّني ... قَتَلْتُ لِليلَى إخوةً ومَوَالِيَا
حَلَفتُ لئنْ لاقيتُ ليلَى بخَلْوةٍ ... أن ازْدَار بيتَ اللهِ رَجْلانَ حَافِيَا
تَكَنَّفني الواشونَ من كلِّ جانبٍ ... ولو كانَ واشٍ واحدٌ لكَفانِيَا
ولو أنَّ واشٍ باليمامةِ دارُهُ ... ودَاري بأعلى حَضْرموتَ اهتَدَى لِيَا
وماذا لهمْ لا أحسَنَ الله حفظهُمْ ... من الخطِّ في تصريمِ ليلَى حِبالِيَا
إذا ما قَعدْنا موضِعًا نستلذُّهُ ... أطافوا بِنا حتَّى أمَلَّ مكانِيَا
وقال آخر:
أيا طلعةَ القمرِ الزَّاهِرِ ... ويا قامَةَ الغُصنِ النَّاضِرِ
ويا غائبًا حاضرًا في الفؤادِ ... سَلامٌ علَى الغائِبِ الحاضِرِ
وقال آخر:
يا قمرَ القصرِ مَتَى تطلُعُ ... أشقَى وغَيري بكَ يستمتِعُ
إن كانَ ربِّي قد قَضَى كلَّ ذا ... منكَ علَى رأسي فما أصنَعُ
وقال آخر:
وأَحببتُ القيامَةَ لا لشيءٍ ... ولكنْ كيْ أراكِ علَى الصِّراطِ
ومِنْ دونِ الَّذي أمَّلتُ منكمْ ... دُخُولَ الفيلِ في سمّ الخياطِ
وقال آخر:
يا مَنْ بلا سَبَبٍ أطالَ عَذابي ... لا يتْلَفَنَّ علَى يَدَيكَ شَبابِي
قد كنتُ أنظرُ في النُّجومِ محاسِبًا ... ما كانَ حبُّكَ في دقيقِ حسابِي
الصَّابرونَ علَى الهَوَى وعذابِهِ ... يُجْزَونَ أجرهُمُ بغيرِ حسابِ
وقال الحسن بن أبي العبَّاس الزوزني:
قلْ للَّذي طُرَّتُهُ كالدُّجَى ... وَوَجْهُهُ تحتَ الدُّجَى كالضُّحَى
قَتَلتَني عمْدًا وجرَّحْتَني ... قلْ لأبي الفضلِ حليفِ النَّدَى
وقال آخر:
عَلَى بُعدِكَ لا يصبرُ ... مَنْ عادَتُهُ القُرْبُ
وفي هجرِكَ لا يصبِرُ ... مَنْ تيَّمَهُ الحُبُّ
لئنْ غِبْتَ عن العينِ ... لَقَدْ أبصرَكَ القلبُ
وقال كشاجم:
لوْ لمْ يكنْ مِن بَرَدٍ ساقُها ... لاحترَقَتْ من نارِ خَلْخالِها
تستدْفِعُ الأعينَ عن حسنِهَا ... بِعُوذةٍ من قُبْحِ أفعالِها
وقال أبو طالب المأمونيّ:
أبَى طارقُ الطَّيفِ إلاَّ غُرورَا ... فَسُومي خيالَكِ أنْ لا يَزُورا
وما أكرَهُ الطَّيفَ بغضًا لَهُ ... ولكنَّني أكرَهُ الوَصْلَ زُورَا
وقال ابن سكّرة الهاشميّ:
ومُشتملٍ بالحُسنِ لم يبقِ حُبُّه ... فُؤادًا صَحيحًا للعبادِ ولمْ يَذَرْ
إذا اشتَقْتُهُ يومًا فبالشَّمسِ سَلوتِي ... أوْ اشتقتُهُ ليلًا تعلَّلتُ بالقَمَرْ
لَهُ عارضٌ كالمسكِ قد لاحَ في نَقَا ... صحيفةِ دُرٍّ لا يُقاسُ إلى الدُّرَرْ
تيقَّنْتُ مُذْ لاحتْ صَوالج صُدغِهِ ... علَى خدِّهِ أنَّ القلوبَ لها أُكَرْ
وقال أبو الحسن بن ناصر العلويّ صاحب طبرستان:
قُمْ عَصَافير بطرفِ الطّرفينِ ... واسقِنِي العِقْيانَ في كأسِ لجيْنِ
اسمُ ساقِينَا بها نَعْتٌ لها ... فاسْقِنِي الرَّاحَ وشُدَّ الوَتَرَيْنِ
1 / 21