هلاج
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
ژانرونه
أما الرواية التاريخية التي أوردها ابن خلكان في «وفيات الأعيان»، فتروي عن ضمرة بن حنظلة السماك، قال: «دخل الحلاج واسط
11
وكان له شغل، فأول حانوت استقبله كان لقطان، فكلفه الحلاج السعي في إصلاح شغله، وكان للرجل بيت مملوء قطنا، فقال له الحسين: اذهب في إصلاح شغلي، فإني أعينك على عملك، فذهب الرجل، فلما رجع رأى كل قطنه محلوجا، وكان أربعة وعشرين ألف رطل، فسمي من ذلك اليوم حلاجا ولازمته هذه الكنية طوال حياته.»
وقد أورد ابن كثير
12
أيضا هذه الرواية، وأضاف إليها رواية أخرى تقول: إن أهل الأهواز أطلقوا عليه هذه التسمية؛ لأنه كان يكاشفهم بما في قلوبهم فسموه، حلاج الأسرار.
وبعد مولد الحلاج بقليل، اضطربت أحوال والده المالية، فرحل من بلدة تور إلى مدينة واسط ينشد العمل في ميادينها الاقتصادية الكبيرة.
وكانت واسط، مركزا من مراكز الإشعاع الفكري والروحي في فارس، أسس بها الأشاعرة مدرستهم الكبرى، وأوجد فيها العلامة أبو علي الجبائي، نشاطا ثقافيا، وتيارا علميا حرا، يخضع كل شيء لمنطقه وطرائفه.
كما أقام بها الحنابلة مدرسة للقراء، ومعهدا للحديث، واتخذوا من مساجدها مقاعد للبحث والدرس، والجدل والحوار.
وفي هذا الجو العلمي الحر الحي، نشأ الحلاج، ولفت إليه الأنظار منذ طفولته، بذكائه المتوثب اللماح، وشفا فيه روحه، وتفتح قلبه، وحبه وإقباله على ينابيع العلم والمعرفة، حتى ليحدثنا تاريخه، أنه قرأ القرآن الكريم على أعلام القراء في عصره، وحفظه وجوده، وهو في العاشرة من عمره، وتعمق في فهم معانيه، تعمقا ليس من طبيعة الطفولة الغضة.
ناپیژندل شوی مخ