وقد كنتم أهل هذه الدولة من قبل قيامنا تلتمسون إماما تقاتلون معه، فلما قام الإمام قلتم {نحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال}[البقرة:247]، فكنتم كالملأ من قوم موسى حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة(1).
وأما قول القائل منكم(2): «لو أطاعنا حميد ما قتل وما كان الذي كان» فقد دخل جوابه تحت قول الله تعالى في قوم: {لو أطاعونا ما قتلوا}[آل عمران:168] (3).
وكيف يطيعك حميد إلى ما أنت عليه؟ وبالأمس أنت وهو مجتمعان على تضليل من فعل أدنى فعلك، وماضيان عليه بحرمة المناكحة والموارثة، وأكل الذبيحة، ولم يبدل حميدا شيئا مما كنتما عليه، إلا أن يكون حكمك حكم دابة القاضي.
مخ ۶۱