داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
ژانرونه
الشجاع من حدق في القاع السحيق بمقلة النسر، ومن قبض على الأغوار بمخلبه، ذلك هو الشجاع.
5
لقد قال الحكماء إن الإنسان شرير طلبا لتعزيتي، ويا ليت هذه الحقيقة تنطبق على أحوال هذا الزمان، فإن الشر قد أصبح خير ما في الإنسان من قوة، فعلى المرء أن يزداد ارتقاء في خيره وفي شره أيضا، هذا هو تعليمي أنا ... فإن أعظم شر إنما هو أعظم خير للإنسان المتفوق.
إن الدعوة إلى احتمال العذاب وحمل خطايا العالم كانت تليق ببشير الطبقة الحقيرة بين البشر، أما أنا فإنني أسر بالخطيئة العظمى كأعظم تعزية.
على أن مثل هذه الأقوال لا تبذل لمن استطالت آذانهم، وما تليق كل الكلمات بجميع الأفواه، فإن من الحقائق ما تدق عن الأفهام العادية فتتوارى وراء الأبعاد، وليس لأرجل الخرفان أن تتراكض للحاق بها.
6
أيها الراقون، أتعتقدون أنني أتيت لأصلح ما شوهتم بأخطائكم؟ أو لأهتم بتهيئة المراقد الوثيرة للمتألمين منكم أو لأدل التائهين في الجبل على المغاور ليخرجوا من مآذقهم؟
لا ... فليذهب إلى الفناء الخيار في نوعكم؛ إذ يقتضي أن يتزايد ضيقكم مع كرور الأيام؛ لأن بهذا الضيق وحده يتعالى الإنسان إلى الذرى حتى يبلغ مرامي الصاعقة المحرقة القاتلة.
أنا لا أتوجه بتفكيري وأشواقي إلا نحو العديد القليل ونحو الحادثات الدائمة البعيدة في مجال الأزمان وما يهمني شقاؤكم وآلامكم الحقيرة الزائلة.
إنكم لا تزالون مقصرين في مجال الشقاء، وما بلغت آلامكم ما عليها أن تصل إليه؛ لأنكم من أجل ذاتكم تتألمون لا من أجل الإنسان، وإن ادعيتم بتحملكم هذا العذاب فأنتم كاذبون، فليس بينكم واحد تحمل ما تحملت من أوصاب وآلام.
ناپیژندل شوی مخ