داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
ژانرونه
من يتردد في تسلق الذروة ليشاهد مثل هذه الدوحة؟ إن كل من يسوده الأسى القاتم يطرح عنه الاستسلام إليه إذا هو نظر إلى دوحتك يا زارا، وفي النظر إليك طمأنينة من لا قرار له وشفاء القلوب الحائرة.
والحق أن عيونا كثيرة تتجه اليوم نحو جبلك ودوحتك، وقد تنبهت الأشواق إليك وقد تساءل الكثيرون عن حقيقة زارا، وجميع من وصلت معسولات أناشيدك إلى آذانهم، جميع المنفردين أفرادا وأزواجا يقولون: أترى لم يزل زارا في الحياة؟ إذا نحن لم نعش معه كانت الحياة باطلة لا خير فيها، لماذا لا يجيء إلينا بعد أن أعلن قدومه طويلا، أذهب فريسة عزلته، أم علينا أن نسعى نحن إليه.
إن العزلة نفسها قد تراخت وتفككت في هذا الزمان فكأنها قبر ينشق عمن ثوى فيه، ففي كل بقعة بعث ونشور.
وها إن الأمواج تتعالى حول الجبل وبالرغم من ارتفاع ذروتك لقد حق على الكثيرين أن يرقوا إليك، وقد حان الزمن لإطلاق سفينتك من مأواها.
إذا كنت ترانا الآن أمامك نحن من حكمنا اليأس فتغلبنا عليه الآن، فما ذلك إلا دليل على أن من هم خير منا قد خرجوا إلى طريقهم متجهين إليك، إن البقية الأخيرة من أتباع الله بين الناس يسيرون إليك أيضا وهم من تناهى فيهم الشوق والكره والتخمة من الدنيا، هم من لا يريدون الحياة إلا إذا أعطي لهم أن يتدربوا على الأمل، إلا إذا تعلموا منك الأمل الأعظم يا زارا.
هكذا تكلم ملك الميمنة وقد قبض على راحة زارا قاصدا تقبيلها، ولكن زارا تراجع عنه، وابتعد عن الجميع في صمته العميق، ثم عاد إليهم يحدجهم بلفتاته الخارقة لسرائرهم فقال: أيها الرجال الراقون، أيها الضيوف، أصغوا إلي إنني سأخاطبكم بالألمانية وبكل صراحة فأقول لكم: إن من أنتظر قدومه إلى هذه الجبال ليس أنتم.
فقال ملك الميسرة: إنه سيخاطبنا بالألمانية وبصراحة ... أفلا يتضح أن هذا الحكيم الشرقي لا يعرف من هم الألمان، وكان الأجدر به أن يقول سأخاطبكم بالألمانية الخشنة، وما هي بأقبح ما في هذا الزمان.
فأردف زارا قائلا: لقد تكونون جميعكم رجالا راقين أما أنا فلا أراكم بلغتم ما يستلزمه التفوق من العظمة والقوة، هكذا أنتم في تقديري أو بالحري في تقدير الإرادة الصارمة الكامنة في نفسي وهي صامتة الآن ولكنها لن تسكت أبدا. لقد تكونون من أتباعي ولكنكم لستم مني في مقام ساعدي الأيمن؛ لأن من يمشي على أرجل مريضة كأرجلكم يحتاج إلى عناية ومداراة سواء أعرف نفسه أم خفيت حاله عليه، وأنا لا أداري ساعدي ولا رجلي ولا أداري المجاهدين تحت إمرتي، فكيف تقتحمون ما أصلي من معارك؟!
إذا أنا اعتمدت عليكم عرضت للفشل انتصاري؛ لأن أكثركم ينطرح صريعا لأول قرعة تهدر بها طبولي.
ما أنتم من البهاء على ما أرجو، ولا من النسب على ما أطلب، وأنا أطلب المرايا الصافية لأعكس عليها تعاليمي، فإذا ما انعكست صورتي على مراياكم جلتها مشوهة للناظرين.
ناپیژندل شوی مخ