258

داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

ژانرونه

أي متى تتشربين قطرة الندى التي تساقطت على كل شيء في هذا الوجود؟ أي متى تتشربين هذه الروح الغريبة؟

أيتها الأغوار الأبدية، أيها القاع المليء جزلا، أيتها الظهيرة التي يرتعش لها كل شيء، أما آن لك أن تتشربي روحي فتندغم فيك؟

هكذا تكلم زارا ونهض من مرقده تحت الشجرة كأنه يفيق من سكره، فإذا بالشمس لا تزال في كبد السماء فعرف أنه لم ينم إلا زمنا قصيرا.

السلام

وكان العصر قد خطا خطوة كبرى نحو المساء عندما بلغ زارا مغارته بعد طول المسير، وبعد أن ذهب جهده في التفتيش على المستنجد عبثا.

ولكنه ما أصبح على قاب عشرين قدما من مسكنه حتى وقف مذعورا؛ إذ سمع صوت الاستنجاد يدوي في أذنيه وازدادت دهشته؛ إذ تأكد أن الصوت خارج من مغارته نفسها، غير أن الهتاف كان يصل إليه كأنه هتافات عديدة يدفعها فم واحد.

وأسرع زارا فولج مغارته فإذا هو ماثل أمام جميع من التقاهم في طريقه: ملك الميمنة وملك الميسرة والساحر الشيخ ورئيس الأحبار والمتسول والظل وضمير العقل والعراف الحزين والحمار.

وكان أقبح العالمين واضعا تاجا على رأسه وملتفا بدثارين من القرمز؛ لأن هذا الرجل كان يحب أن يتنكر ويتجمل ككل قبيح.

وكان نسر زارا منتصبا بين هذا الجمع، وقد انتفش ريشه ولاح الاضطراب عليه لاضطراره إلى إبداء الجواب على مسائل تنال من غروره وكان الأفعوان ملتفا حول عنقه.

ودهش زارا مما رأى وذهب نظره يتفرس في كل وجه من وجوه ضيوفه ويطالع صفحات نفوسهم، وكان هؤلاء الضيوف وقفوا عن مقاعدهم وكل منهم ينتظر بخشوع خطاب زارا.

ناپیژندل شوی مخ