داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
ژانرونه
وسارع إلى تقبيل يدي زارا وعيناه تفيضان بالدموع كأنه لقي كنزا أرسلته السماء، ووقفت الأبقار تنظر إلى الرجلين مندهشة حائرة.
وتباعد زارا قائلا: ما لك والتكلم عني، تحدث عن نفسك، أفما أنت من اختار التسول متخليا عن ثروته الكبرى، أفما أنت من رأى العار في الغنى وأربابه ففزع إلى الفقراء ينشر عليهم نعمته، ويجود عليهم بقلبه، فرده الفقراء خائبا؟
فأجاب المتسول: أجل لقد عدت بالخيبة فلجأت إلى هذه الأبقار، وأنت تعرف ذلك يا زارا.
فقال زارا: وهنا تعلمت فعرفت أن الإجادة في العطاء أصعب من الإجادة في الأخذ، وأن العطاء فن يتوقف إتقانه على إدارة العطف والتحكم في خطراته.
فقال المتسول: بخاصة في هذه الأيام التي ثار فيها كل سافل نفور متكبر مباهيا بطبقة الغوغاء التي ينتمي إليها، وما خفي عليك أن الساعة قد دنت لثورة طبقات المستبعدين وهي ثورة سيطول أمدها ومداها.
إن الصغار يتمردون على كل ما هو إحسان وتصدق، فلينتبه أرباب الثراء وليحذروا.
الويل لكل وعاء متضخم لا يتسرب ما فيه إلا قطرة فقطرة من فوهته الضيقة، فإن أعناق هذه الآنية معرضة للكسر في هذه الأزمان، وقد اصطدمت بالحسد الفاحش والشهوة الغاضبة والظمأ الدافع إلى الانتقام وبكل ما في الغوغاء من غرور، لقد كذب من قال: إن السعادة سائدة بين الفقراء من الناس، فما يتمتع غير الأبقار بملكوت السماء.
وسأل زارا: ولماذا لا يتمتع الأغنياء بالملكوت.
فأجاب المتسول: لماذا تجربني يا هذا وأنت أدرى بالأمر مني، وهل فزعت إلى الفقراء إلا كرها لأغنيائنا؟ وهم أسرى أموالهم وعبيدها وهم ذوو العيون الباردة والقلوب التي تقرضها شهوة الإثراء فتوحي إليهم بكل وسيلة يستغلون بها أية كومة من كوم الأقذار، أفما هربت من هؤلاء الناس وسفالتهم الصارخة بوجه السماء، كما هربت من الطبقة الموشاة بالذهب والمزورة تزويرا المتحدرة من جدود كانت أصابعهم مخالب من حديد فعاشوا عقبانا أو جامعي خرق، من الطبقة التي ماتت النخوة في رجالها فسرحت نساؤها فاحشات سائبات لا فرق بينهن وبين البائحات في المواخير.
لقد رأيت الغوغاء في الطبقة العليا كما رأيتها في الطبقة الدنيا، فلا فرق بين الأغنياء والفقراء في هذا الزمان؛ لذلك هربت وأمعنت في الهرب حتى أدى بي المطاف إلى هذه الأبقار.
ناپیژندل شوی مخ