247

داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

ژانرونه

قال زارا هذه الكلمات وتحفز للسير، ولكن الكائن الذي لا اسم له تمسك برجليه وصاح به متمتما: لا تذهب، ابق هنا فقد عرفت ما هي الصدمة التي ألقتك صريعا، مرحى لك لأنك تمكنت من النهوض، لقد أدركت ما يشعر به قاتل إلهه، تعال واجلس إلى جانبي، إنك لن تضيع أوقاتك معي سدى؛ لأنني إذا لم أتوجه إليك فإلى من أتجه، اجلس ولكن لا تنظر إلي، فإنك لتكرم قبحي بإغضائك عنه.

إنهم يطهدونني، وقد أصبحت أنت الآن ملجئي الأخير، إنهم يطهدونني لا بحقدهم ولا بقوة جندهم وما تهمني هذه القوة، بل إنني لأفخر بمصادمتها لي وأسر، وهل في العالم نجاح يضاهي نجاح المطهدين مجدا؟ إن المطارد ينتهي بالمتابعة وهو الراكض دوما وراء متبوعة. إن ما يؤلمني منهم هو أنهم يطهدونني بإشفاقهم، وما أهرب إلا من هذا الإشفاق طالبا ملجأ في أكنافك، فاحمني يا زارا! إنك ملجئي الوحيد وقد نفذت سريرتي وعرفت ما يشعر به قاتل إلهه، ابق هنا وإذا ما أردت الارتحال أيها الرحالة اللجوج فلا تنصرف من الطريق التي اتبعتها أنا لأصل إلى هذا المكان، إنها لبئس الطريق.

لعلك لا تنقم علي لتوجيهي هذه الكلمات إليك ولإسدائك نصحي. إن أنا إلا أقبح العالمين، إن رجلي أضخم الأرجل وأثقلها فما مررت على طريق إلا ودمرتها.

لقد رأيتك متجها نحوي وأنت تقصد المرور بي خلسة ولاح الاحمرار على وجهك فعرفت أنك أنت زارا، ولو أن غيرك مر بي لكان نفحني بصدفة أو بذل لي إشفاقه بنظرة أو بكلمة، ولكنني كما عرفت لم أصل من التسول إلى درجة أرضى فيها بتصدق الناس علي.

إن لدي ثروة وافرة من العظائم بل من أقبحها وأفظعها؛ لذلك شرفني خجلك يا زارا.

وما توصلت إلا بشق النفس إلى التخلص من إزعاج الرحماء لأجد الإنسان الوحيد القائل في هذا الزمان بأن الإشفاق نقمة وليس نعمة، وهل من قائل بهذا سواك، يا زارا؟

إن الإشفاق إهانة للكرامة سواء أصدر من الناس أم من إله الناس، ولعل في حبس المعونة من النبل ما ليس في المسارعة إلى بذلها.

ولكن صغار البشر يحسبون أن في هذه المسارعة إلى الإشفاق فضيلة لا تضاهيها فضيلة، فهم لا يحترمون الشقاء إذا تعاظم ولا القبح إذا تناهى ولا التشويه إذا لم يبق ولم يذر.

إن أنظاري تمر على هؤلاء الرحماء كما يمر نظر الكلب على ظهور الأغنام المتزاحمة، فما أراهم إلا صعاليك ترمد صوفهم وامتلأت رءوسهم بأفكار الأنعام.

إنني أقف كالبجعة تحدج المستنقعات بنظرات الاحتقار لأرسل أنظاري على تدافع صغيرات الأمواج وكل إرادة واهية وكل نفس حقيرة.

ناپیژندل شوی مخ