245

داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

ژانرونه

فاستوقفه زارا قائلا: أرأيت ذلك بعينك؟ فلقد يكون قضى على هذا الوجه كما يكون قضى بصورة أخرى، فإن الأرباب إذا ماتت تموت بأسباب متنوعة.

وعلى كل فأيا كان السبب، فإنه قد قضى، وشر ما أذكره به هو أنه كان يشوش علي أبصاري وأسماعي، فأنا أحب كل من صفت نظراته وكلماته، وقد كان هو - كما تعلم - على شيء مما تتصف به أنت أيها الكاهن الشيخ، وما يتصف به كل كاهن، فقد كان مبهما غامضا.

أفما كان في تفكيره كثير من الإبهام؟ ولكم ثار علينا بغضبه؛ لأننا لم ندرك غوامض أقواله، وكان الأجدر به أن يأتي ببيان صريح لا يحتمل تأويلا.

وإذا كانت آذاننا هي التي أساءت سماع أقواله فعلام جهزنا بآذان لا تحسن السمع؟ وإذا كان في آذاننا طين يسدها فمن ترى وضع هذا الطين فيها؟

ولكم انحطم من إناء تحت يد هذا الخزاف الذي لم يتم تعلمه ولم يتقن صنعته، فعلام ينتقم من مخلوقاته التي أبدعها، إذا كانت خرجت مشوهة من بين يديه؟

أفما كان هذا العمل خارجا على ما يليق؟ حتى إن اللائق نفسه في الرحمة هتف قائلا: أنقذوني من هذا الإله فخير لي ألا يكون لي إله فأتحكم في مقدراتي، خير لي أن أصاب بالجنون فأقيم نفسي إلها ...

عندئذ صاح الحبر القديم قائلا: ما أسمع منك يا زارا والحق أنك بلغت من التقوى ما لا تدرك مداه، فلا بد أن تكون لقيت إلها هداك إلى كفرك؛ لأن إيمانك نفسه قد صدك عن الاعتقاد بالله، ولسوف يقودك إخلاصك أخيرا إلى ما وراء الخير والشر.

لقد قدر لك أن تأتي بالبركة الأبدية بعينيك وبيدك وفمك، فليست اليد وحدها أداة للبركة.

إنك تحاول الظهور أمامي كأشد الناس كفرا، ولكنني أشتم منك عطر البركة المستمرة فأشعر منها بلذة يخامرها الألم. دعني أنزل ضيفا عليك ولو ليلة واحدة فليس في الأرض مكان أرتاح فيه ارتياحي بقربك.

واستولت الدهشة على زارا فقال: ليكن ما تريد، فهناك على القمة الطريق المؤدي إلى مغارة زارا، وكنت أود أن أذهب بك إليها، أيها المحترم، فإنني أحب جميع الأتقياء ولكنني مضطر إلى الإسراع نحو صوت تعالى مستنجدا بي.

ناپیژندل شوی مخ