داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
ژانرونه
هكذا تكلم زارا وقد سلا همومه؛ فضحك وسار في طريقه.
المعتزل
وما سار زارا شوطا في طريقه حتى لاح له رجل كبير الهامة يتشح السواد جالسا على جانب السبيل وعلى وجهه نحول وشحوب، فأزعجه هذا الشبح، وقال في نفسه ويل لي إنني أرى قناع الأحزان، فهذا الرجل من طغمة الكهنة، وما يطلب هؤلاء الناس في مملكتي؟
لقد تخلصت من ساحر لأقع على مناج للأموات، على ساحر آخر يأتي بالعجائب بنعمة الله وهو يذم الحياة! فليت الشيطان يختطفه، ولكن الشيطان متغيب أبدا عند الحاجة إليه، وإذا ما لبى هذا الملعون الطلب جاء متأخرا.
وكان زارا يتمتم بهذه الكلمات وهو يفكر في وسيلة تمكنه من المرور أمام الرجل الأسود دون أن تقع أنظاره عليه، ولكن هذا الرجل لمح زارا من بعيد فنهض كمن يظفر بما يتوقع، وأسرع إلى ملاقاته قائلا له: أيها المسافر المتجول أيا كنت، أنجد هذا التائه الشيخ المعرض للمخاطر في هذه الأرجاء، إنني أسمع زئير الوحوش من كل جانب، وقد كان هنا رجل بوسعي أن ألجأ إليه ولكنه توارى وعبثا فتشت على مستقره، وهذا الرجل هو آخر الأتقياء، هو الناسك الصالح الذي لم تبلغ أذنيه الكلمات التي ذاعت بين الناس في هذه الأيام.
فقال زارا: وما هي هذه الكلمات؟ لعلها قولهم بأن الإله القديم الذي كانوا يؤمنون به من قبل قد مات.
فأجاب الرجل بلهجة حزينة: لقد قلتها وأنا قد خدمت هذا الإله حتى الساعة الأخيرة من حياته، وها أنذا أعتزل الآن ولا سيد لي ولكنني لم أنل حريتي؛ لذلك أصبحت ولا أمل لي بالسعادة إلا إذا تلمستها بأيامي الماضيات، وقد أتيت إلى هذه الجبال لأقيم شعائر الدين وأحتفل بالعيد على ما يليق برئيس أعلى وأب من آباء الكنيسة الأقدمين، فأنا هو آخر «البابوات».
ولكن الناسك الذي كان هنا، القديس الذي كان يسبح الله بصلواته وأناشيده قد مات، وقد فتشت عليه في كوخه فما وجدت إلا ذئبين يعويان أمام بابه نادبين، فقد كانت جميع الحيوانات تحن إليه في حياته، لذلك ذهبت في طريقي تائها وأنا مصمم ألا أعود بصفقة المغبون؛ فبدأت أفتش على رجل آخر هو في تقديري أتقى الجاحدين، بدأت أفتش على زارا.
قال الشيخ هذا وهو يحدج مخاطبه بنظرات حادة، فمد زارا يده وقبض على راحة الشيخ، وبعد أن قلبها وتفرس فيها مليا قال له: ما أجمل يدك أيها المحترم فإنها والحق يد تعودت أن تبارك، وها هي ذي الآن في يد زارا نفسه.
أنا هو زارا الجاحد القائل: أين أجد من يفوقني جحودا لأفرح بتعاليمه.
ناپیژندل شوی مخ