داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره

فیلکس فارس d. 1358 AH
193

داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

ژانرونه

إذا رأيت المعابر منصوبة فوق مجاري المياه، والجسور معقودة فوق الأنهار، فهل تصدق من ينادي بالثبور وينذر بالغرق إذا كان الحكماء أنفسهم يكذبونه؟!

إن كل ما يعلو النهر من معابر، كل ما هو خير وكل ما هو شر ثابت مكين، وعندما يجيء الشتاء المتسلط على الأنهار يرتاب في ثبات كل الأشياء أشد الناس فطنة، غير أن من يحبون الاستغراق في نوم الشتاء والاستسلام إلى بطالته يحلو لهم أن يعتقدوا برسوخ المعابر وسكون كل حركة في الأعماق، ولكن الهواء المذيب للجليد يكذب هذه الطمأنينة؛ إذ يهب كأنه الثور الهائج ضاربا الجليد بقرنيه، وإذ يتحطم الجليد تتداعي الجسور، وعندئذ تغرق في المياه كل المعابر فلا يجد أحد ما يستند إليه من الخير والشر.

يا لشقائنا، بل يا لسعادتنا! لقد هبت الأرياح تذيب الجليد، فاذهبوا يا إخوتي على الطرق مبشرين بهبوبه.

9

إن من الجنون جنونا قديما عرف بالخير والشر، فدار حتى اليوم على محور العرافين والمنجمين.

لقد ساد الاعتقاد فيما مضى بالعرافة والتنجيم؛ لذلك آمن الناس بالقضاء المحتوم فقالوا بالواقع وجوبا، وداخلهم الشك في الكشف فارتدوا إلى الإرادة الحرة ينادون بها قائلين: إذا أنت أردت فقد قدرت.

أيها الإخوة، كل ما بني حتى اليوم على استنطاق النجوم والمستقبل لم يكن إلا افتراضا يقوم على افتراض؛ لذلك لم يعرف أحد شيئا عن الخير والشر، وما قيل عنهما لم يتعد حدود الرجم بالغيب.

10

لا تسرق، لا تقتل: تلك كلمات كانت مقدسة في غابر الزمان، إذا سمعها إنسان جثا على ركبتيه، وأحنى رأسه وخلع نعليه.

غير أنني أسألكم فأجيبوا: هل وجد في الدنيا لصوص وقتلة أوفر سرقة وأشد فتكا ممن استفزتهم هذه الكلمات المقدسة؟

ناپیژندل شوی مخ