هغه څنګه جوړ شوی و: اوږده کیسه
هكذا خلقت: قصة طويلة
ژانرونه
وسكت زوجي ولم يعقب بكلمة، يومئذ شعرت بأنه رجل عاجز الحيلة، فليس يضيق بأمر المال في رأيي إلا الذين يعوزهم الإقدام، فإن من معارفنا من كانوا يتطلعون إلينا أول زواجنا على أننا من الأغنياء واسعي الثراء، ثم إذا هؤلاء المعارف يصبحون بإقدامهم من أصحاب الألوف، بل من أصحاب الملايين، والعجز عن الإقدام نقص وأي نقص.
لم يعقب زوجي بكلمة على مراجعتي في هذا الأمر، ولم يفاتحني من بعد فيه، ولعله استشف ما دار في خاطري، أو شعر من ناحيتي بأني لست راضية عنه كل الرضا على نحو ما عودته، فقد رأيته مشغول البال، بادي الهم، كثير الأرق، وإن لم يتغير في صلته بي عما عودنيه من مودتي والاستجابة لكل رغباتي، وهو لم يكن يستطيع أن يتغير، فقد كان يحبني، وكان يخشى أن أتغير أنا عليه بعد الذي رآه من إعجاب المعجبين بي وإذعانهم لسلطان جاذبيتي وسحر حديثي. والواقع أنني شعرت بعد الذي رأيته من همه وأرقه بأني أبالغ في محبتي وإكباري إياه؛ لأنه لا يجاريني في طموحي، ولا يحاول أن يصعد بي ومعي إلى الصف الأول من صفوف الحياة في مصر.
وتمت الإصلاحات في منزلنا الجديد وانتقلنا إليه، وإن بقيت فيه أشياء لم تنل كل رضاي، وأردت لمناسبة هذا الانتقال أن أقيم حفلة ساهرة كبرى، فاعترض زوجي بأن مألوف عاداتنا المصرية لا يسيغ مثل هذه الحفلات، واقترح إن شئت أن أقيم حفلة شاي يتحقق بها غرضي. ورأيت حفلة الشاي دون ما ترضاه نفسي، فأبيت ولم أقم أيا من الحفلتين، وكذلك تم انتقالنا في صمت جنائزي، كما أنني لم أستطع أن أبلغ كل ما أريد من تجديد أثاثنا لينسجم على ما أريد مع الدار الجديدة بعد إصلاحها.
على أنني عنيت بتأثيث غرفة النوم عنايتي بزينتي في سريري، فقد أدركت إبان مقامي بالفندق ما لهذه الغرفة من سحر وصاحبتها في سريرها، وفهمت لماذا كانت صاحبتنا الأمريكية في أوروبا تؤثرها على كل ما سواها من أبهاء الفندق الفخم وصالاته، واصطناع المرض أو التعب الذي يلزم الإنسان سريره لا يشق على امرأة، هما عندها كالدموع تلين بها قلب الرجل، وتكسب بها عطفه ومودته. وغرفة النوم أشد إثارة لطلعة السيدات، وأدعى لثرثرتهن من غرفة الاستقبال ومن كل غرفة أخرى في المنزل.
وقد أرضاني أثاث هذه الغرفة بعد تمامه، وكان زوجي أشد سحرا به؛ لأنه كان أعلم بأسراره إذ ذاك من كل من سواه.
وكانت كل واحدة من صديقاتي تزور هذه الغرفة تبدي من الإعجاب بها ما يزيد رضاي عنها، أما أزواج صديقاتي الذين كانوا يصحبونهن، فكان نظرهم يدور في أرجاء الغرفة دورة خاطفة ليستقر آخر الأمر على السرير وزينته.
كان الصديق الذي عهد إليه زوجي بالإشراف على إصلاح المنزل في أثناء غيابنا في أوروبا، والذي انقطع عنا أو كاد حين عرف رأيي في الإصلاح الذي تم بإشرافه، قد بالغ في انقطاعه منذ انتقالنا إلى المنزل، فلم يحضر إلينا فيه إلا في زيارة تقليدية لتهنئتنا بالانتقال، وكان هذا الصديق غير متزوج، وكان بطبعه سريعا إلى رفع الكلفة كثير فلتات اللسان، وكان ما بينه وبين زوجي من صداقة قديمة وود متصل قد جعل زوجي يضيق بانقطاعه عنا، وعدم تردده علينا، وقد قال لي يوما وكأنه يعاتبني: «لقد أوحشني انقطاعه عن زيارتنا، ولم تحسني أنت جزاءه عن إشرافه على الإصلاح للمنزل في أثناء غيابنا، ولعله يخشى أن يسوءك مجيئه إلينا.» قلت: «عجبا لكما أنت وهو! إنني لم أزد على إبداء رأيي في الإصلاح الذي تم في غيابنا، ولم يدر بخاطري أن يستاء صديقنا من هذا الرأي حتى ينقطع عنا، وإنه ليسرني أن يعود إلى سابق مودته، وليسرني أن يبدي رأيه في المنزل بعد إصلاحه الأخير، وتستطيع أن تؤكد له أنني لن أضيق بملاحظاته، ولن أغضب منه إذا أبدى من النقد أشده، فالأذواق تختلف، ولا يدل اختلافها على شيء يسوء صاحب هذا الرأي أو ذاك.»
وألح زوجي على صديقه فجاء يوما معه، فلما فرغ من شرب القهوة قلت له: «الآن تفضل ودر في أرجاء المنزل، وقل لي رأيك في صراحة في إصلاحه.» قال لي في تهكم: «وهل لمثلي أن يبدي رأيه فيما يتم بإشرافك أنت يا صاحبة الذوق السليم.»
قلت: «لا يسوءني أن تتهكم بي، ولا أن تنقد عملي، ولكني حريصة على أن أعرف رأيك»، فقام بعد تمنع ودار مع زوجي في أرجاء المنزل، فلما أتم زيارة الطابق الأول قال: «وهل كانت الدائرة تسمح لي بأن أنفق ما أنفقتم أنتم ليبلغ الإصلاح هذا المدى؟ والآن أفهم شكوى زوجك من باهظ النفقة، أنت جبارة لا تخافين الله، لقد كان خيرا بدل أن بعثرت ما بعثرت في إصلاح هذا المنزل أن تشتروا منزلا جديدا يبقى لكم ولأولادكم من بعدكم.» قلت مبتسمة: «لعلك قلت هذا الكلام لزوجي، فكان ذلك سبب تغيره علي؟!»
فنظر إلي نظرة خبيثة، وقال: «زوجك يستطيع أن يتغير عليك! مسكين هذا الرجل، لقد كبلته من عنقه ومن يديه ومن رجليه؛ فأصبح لا يستطيع حراكا أمامك، إنه يوم حدثني في شأن الإصلاح، وما أنفقت فيه استحلفني بقبر أبي ألا أذكر من حديثه حرفا، ولولا غيظي منك لبررت بوعدي له.» قلت: «ألا تصعد إلى الطابق العلوي؟ لقد عنيت به أكثر من عنايتي بهذا الطابق الذي يزورنا الناس فيه، فالطابق العلوي هو عشنا الحقيقي، هو سكننا بالليل، والجانب الأكبر من النهار، هو ملجؤنا من أعين الناس وفضولهم، ولهذا أخالف الذين يبذلون النفقة إرضاء للناس وخوفا من ألسنتهم، ولا يبذلونها إرضاء لأنفسهم ومتاعا بحياتهم!»
ناپیژندل شوی مخ