رابعًا: المبيت بمزدلفة:
ثم بعد الغروب يدفع الواقف بعرفة إلى مزدلفة، فيصلي بها المغرب والعشاء ويصلي المغرب ثلاثًا والعشاء ركعتين، وفي الصحيحين عن أسامة ابن زيد ﵄ قال:"دفع النبي صلي الله عليه وسلم في عرفة فنزل الشعب فبال ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء، قلت يا رسول الله: الصلاة، قال: الصلاة أمامك فجاء مزدلفة فتوضأ فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء فصلاها" فالسنة للحاج أن لا يصلي المغرب والعشاء إلا بمزدلفة اقتداءً برسول الله صلي الله وعليه وسلم، إلا أن يخشى خروج وقت العشاء بمنتصف الليل، فإنه يجب عليه أن يصلي قبل خروج الوقت في أي مكان كان ويبيت بمزدلفة ولا يُحيي الليل بصلاة ولا غيرها، لأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، وفي صحيح البخاري حديث ابن عمر ﵄ قال:"جمع النبي صلي الله وعليه وسلم بين المغرب والعشاء بجمع -أي بمزدلفة- ولم يسبّح بينهما شيئًا، ولا على إثر كل واحدة منهما" وفي صحيح مسلم من حديث جابر ﵁:"أن النبي صلي الله عليه وسلم أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئًا ثم اضطجع حتى طلع الفجر" ويجوز للضعفة من الرجال والنساء أن يدفعوا من مزدلفة في آخر الليل لما في صحيح مسلم عن ابن عباس ﵄ قال:"بعث بي رسول الله صلي الله وسلم بسحر من جمع في ثقل رسول الله صلي الله عليه وسلم"، وفي الصحيحين من