92

حديث عيسى بن هشام

حديث عيسى بن هشام

ژانرونه

هذه أول خطوة في تكاليف القضية ومشاقها ولعلك تعرف قيمتها، ونحن نجد لك بتيسير الله من يعرف أصل الباشا ونسبه ويشهد به بين يدي الحق.

عيسى بن هشام :

وليس في يدنا أيضا مستند للوقف.

المحامي :

أما من جهة المستند فينبغي استخراج صورة من السجل «المصان» «كذا» وهذه خطوة ثانية في متاعب القضية.

قال عيسى بن هشام: وعند ذلك قطع الشيخ المحامي كلامه معنا، واستقبل القبلة بوجهه يتنفل ويتبتل، فقمنا للانصراف وسرت مع صاحبي وأنا غريق في الأفكار أتدبر وأعتبر، وأعجب مما رأيت من سكون الباشا وسكوته وحسن احتماله وصبره بعد أن كان شديد الحدة سريع الغضب، يرى القتل واجبا لأدنى هفوة وأقل سبب، فأصبح بفضل وقوعه في هذه الخطوب المتتالية والرزايا المتتابعة لين العريكة واسع الصدر موطأ الكنف كثير الاحتمال، حتى إنه لم يأنف ولم يتأفف من كل ما رأيناه في يومنا هذا، بل كانت حالته حالة الفيلسوف الحكيم الذي يجعل دأبه البحث والتأمل في أخلاق الناس أثناء التعامل معهم، وازددت يقينا بأنه لا شيء أسرع في تهذيب النفوس وتربيتها على التخلق بالأخلاق الفاضلة مثل ممارسة الخطوب ومصارعة النواب، وأن أسوأ الناس أخلاقا وأنكدهم عيشا هم هؤلاء الأغمار

5

المنعمون المترفون الذين لم يأخذوا العيش عن تجارب الحدثان، ولم تهذبهم صروف الأزمان، ولم يزدني الباشا في كلامه أثناء الطريق على أن قال:

الباشا :

قلت لي: إن المحامين الشرعيين فيهم صاحب «الطربوش» وصاحب العمامة فهل تراهم جميعا على هذا النمط الذي شاهدناه أم بين الفريقين فرق؟

ناپیژندل شوی مخ