ودعواك ضعف الحال إن هي إلا تواضع منك، والله يزيدك فضلا على فضل.
الثاني :
أستغفر الله يا سعادة البك هذا حسن ظن منك وإلا فالحقيقة غير ما ظننت، وقد قلت لك: إن الستر هو الغنى الكامل، وعلى كل حال فالبركة في التجارة، فمنها كان رزق الآباء والأجداد، وربح مستور، أبرك من ربح مشهور.
ثالث :
تالله إنكم لفي ضلالكم القديم، وهل بقي في التجارة التي زاحمكم عليها الأجانب ربح يذكر أو رزق يطلب، فاتركوا هذا الخمول وعليكم بأشغال الأقطان في البورصة، فهي الربح المضاعف والرزق الحاضر يأتيك رغدا بلا كد ولا تعب، وكم رأينا من فقير ولج البورصة فخرج بفضل المضاربات غنيا كبيرا، وهذا صاحبنا الخواجة فلان اليهودي وفيكم من أدرك والدته تبيع الخبز بالحارة، قد مارس تلك الأشغال، فأصبح أكثر الناس مالا وأرفعهم حالا، ونحن لا نزال على ما تركه لنا الآباء والأعمام، رحمة الله عليهم.
رابع :
ولكن فاتك أيها السيد أن صاحبنا هذا الذي تعنيه لم يصل إلى ذلك إلا بأشغال السمسرة، وفيها من الحطة ما لا يخفى عليكم، وهل تريدون أن ينزل أحد منا بنفسه إلى هذه الأشغال بعد أن عشنا مثل هذا العمل؟
الثالث :
حاشا لله أيها السيد ليس هذا من قصدي، وإنما أردت أن أبين لكم أن هذا اليهودي دخل البورصة سمسارا لا يمتلك مالا، فأصبح من كبار الأغنياء، فما بالك بمن يدخلها وهو صاحب ثروة، لا شك أنه يخرج منها بعد مدة قصيرة قارون زمانه.
خامس :
ناپیژندل شوی مخ