220

د عرب حضارت

حضارة العرب

ژانرونه

وكان جميع قدماء المشترعين يبدون مثل تلك القسوة على المرأة ، ومن ذلك قول شرائع الهندوس: «ليس المصير المقدر والريح والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار أسوأ من المرأة.»

ولم تكن التوراة أرحم بالمرأة من شرائع الهند، ومن ذلك قول سفر الجامعة: «إن المرأة أمر من الموت»، وإن «الصالح أمام الله ينجو منها ... رجلا واحدا بين ألف وجدت، أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد.»

شكل 4-5: فتاة مراكشية (من صورة فوتوغرافية).

وليست أمثال مختلف الأمم أكثر اعتدالا، فالمثل الصيني يقول: «أنصت لزوجتك ولا تصدقها»، والمثل الروسي يقول: «لا تجد في كل عشر نسوة غير روح واحدة»، والمثل الإيطالي يقول: «المهماز للفرس الجواد والفرس الجموح، والعصا للمرأة الصالحة والمرأة الطالحة»، والمثل الإسپاني يقول: «احذر المرأة الفاسدة ولا تركن إلى المرأة الفاضلة.»

شكل 4-6: فتاة عربية من الجزائر (من صورة فوتوغرافية).

وتعد جميع الشرائع الهندوسية واليونانية والرومانية والحديثة المرأة من فصيلة الإماء أو الصبيان، ومن ذلك قول شريعة منو: «تخضع المرأة في طفولتها لأبيها، وفي شبابها لزوجها، وفي تأيمها لأبنائها إذا كان لها أبناء، وإلا فإنها تخضع لأقرباء بعلها، أي لا يجوز ترك أمرها لها»، ويقرب من هذا ما ورد في شرائع اليونان والرومان، فقد كان سلطان الرجل في رومة على زوجته مطلقا، وكانت تعد أمة لا قيمة لها في المجتمع، ولم يكن لها قاض سوى زوجها الذي بيده حق حياتها وحق موتها، ولم تعامل الشريعة اليونانية المرأة بأحسن من هذا، وهي لم تعترف لها بأي حق، ولا بحق الميراث.

ومن غير أن نذهب بعيدا إلى أحكام القوانين والديانات القديمة في نقص المرأة عقلا وأخلاقا، أذكر أن بعض العلماء المعاصرين أثبتوا ذلك النقص مستندين إلى عوامل تشريحية ونفسية كثيرة، فحاولوا إقامة الدليل على أن الحضارات كلما تقدمت اختلفت المرأة عن الرجل ذكاء.

2

ولا يظن القارئ أن العرب، الذين احترموا المرأة أكثر من أية أمة ظهرت، لم يوافقوا على الرأي القديم القائل بنقص المرأة عقلا وأخلاقا، فشكوكهم في وفاء المرأة كبيرة إلى الغاية، وذلك أن المرأة في نظرهم من المخلوقات الصغيرة الجميلة الفاتنة العابثة اللاهية التي لا يركن إلى ثبات جنانها طرفة عين، وقديما قال مشترع الهند الرزين منو الذي ظهر قبل محمد بأكثر من ألفي سنة: «تعد المرأة زانية إذا خلت بالرجل مدة تكفي لإنضاج بيضة.»

أجل، إن المدة التي حددها منو لإصدار هذا الحكم الصارم قليلة، ولكنه نشأ عن اعتقاد الشرقيين صحة ذلك تقييدهم لحرية المرأة وإكراهها على العيش في دوائر الحريم، وهذا لا يعني أنهم يرون عصمة المرأة بين الجدر والخصيان، وإنما حملوها على العيش في هذه الدوائر لعدم اكتشافهم علاجا أفضل منه، ومن ينعم النظر في أقاصيصهم الشعبية ير فيها أثرا لهذا الاعتقاد، فاقرأ رواية ألف ليلة وليلة العجيبة، مثلا تجد أن فاتحتها الدقيقة تدور حول ميل المرأة إلى الخداع بطبيعتها، وأن المرأة لو حبست في قفص من زجاج وراقبها ملك مغيار لاستطاعت، في الغالب، أن تخادع كما تشاء، والشرقيون، إذ كانوا مطلعين بغرائزهم على سرائر الأمور، يرون من طبيعة المرأة أن تكون غادرة غير وفية كما أن الطيران من طبيعة الطير، والشرقيون، إذ كانوا حريصين على صفاء نسلهم، اتخذوا ما يروقهم من وسائل الحذر منعا لحدوث ما يخشون. (3) الزواج عند العرب

ناپیژندل شوی مخ