عرب په اندلس کې پوهه: هوښيارۍ تاريخي پيغامونه په يوه ښکلي مفکورې کولبه کې
حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
ژانرونه
فقال أبو عبد الله الفيلسوف: الشراب ضار ونافع. أما أنه نافع، فللبدن بإشراقه، وتقوية الحرارة الغريزية وإنعاشها، وإنضاج الرطوبات، وتنقيح المجاري، وإزالة سددها، وتقوية الهضم، وإنارة الدم، وإدرار الصفراء وترطيبها، وللنفس بانبساطها، وتفتيح آمالها وتشجيعها، وقتل الهم والفكر الفاسد؛ ومن ثم كان أنفع الأشياء للماليخوليا، ثم هو يؤدم بين القلب والقلب، ويبعث الشوق القديم الذي قد ضل في الأحشاء. وكل أولئك إذا استعمل على الوجه الذي ينبغي، وإلا استحالت هذه المنافع مضار، فترى عوض السرور هما وغما وضجرا وسوء خلق، وعوض الصحة مرضا مزمنا، أو موتا فجائيا، وإن أدامة الشراب تبلد الذهن، وترخي العصب، وتوهن قوى الدماغ، وتورث الرعشة والتشنج. وقد أجمع الحكماء قاطبة على أن مدمن الخمر لا ينجب، وإن أنجب كان الولد أحمق.
وبعد، فإن أصدق ما جاء في الخمر قول الله جل شأنه:
يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ، ثم يقول سبحانه يصف خمر الجنة:
لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ،
113
فكأن السر في تحريمها هو أنها تغتال عقولنا وتشربها، وتورثها الخبل والصداع، كما قال الأول:
وما زالت الخمر تغتالنا
وتذهب بالأول الأول
وما ألطف قول بعض الظرفاء وقد ترك النبيذ فقيل له: كيف تتركه وهو رسول السرور إلى القلب؟! فقال: نعم، ولكنه بئس الرسول يبعث إلى القلب فيذهب إلى الرأس. ويشبه ذلك قول المجنون لملك من الملوك وقد استظرفه واختار أن يكون نديما له، وعرض عليه الشراب، فقال المجنون: أيها الملك، أنت تشرب هذا لتصير مثلي، وأنا أشربه لأصير مثل من؟! وقال عبد العزيز بن مروان لنصيب الشاعر يوما: هل لك فيما يثير المحادثة - يريد المنادمة - قال: أصلح الله الأمير، الشعر مفلفل، واللون مرمد، ولم أقعد إليك بكرم عنصر، ولا بحسن منظر، وإنما هو عقلي ولساني، فإن رأيت ألا تفرق بينهما فافعل. وقيل لأعرابي: لم لا تشرب؟ فقال: لا أشرب ما يشرب عقلي.
وناهيكم بعد ذلك بما يستتبعه إدمان الشراب من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة، ومن السكر والعربدة، وإيقاع العداوة والبغضاء والموجدة، ومن تقبيح الحسن وتحسين القبيح، وإغرائه بالفسوق، وتعدي حدود الله وقلة الاكتراث لها. وصدق رسول الله
ناپیژندل شوی مخ