علمي معي حينما يممت ينفعني
صدري وعاء له لا بطن صندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي
أو كنت في السوق كان العلم في السوق
ومما يدل على عناية العلماء بالحفظ واعتمادهم عليه قول الإمام أبي محمد علي بن حزم الظاهري المتقدم ذكره:
إن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي
تضمنه القرطاس إذ هو في صدري
يسير معي حيث استقلت ركائبي
وينزل إن أنزل ويدفن في قبري
وليس هذا الأمر بغريب أو بعيدا إذا اعتبرنا أن أهل الشرق على العموم لهم سليقة غريبة في الحفظ، وكانوا يزيدونها قوة بالممارسة والرياضة، وقد اشتهر هذا الأمر عن كثير من نوابغ الإفرنج المتقدمين والمتأخرين، فلا محل للشك فيما رواه الثقات من علماء المسلمين، وإنما يتطرق إلينا الوهم بأن هذه المرويات هي من باب المبالغات الشرقية، نظرا لانحطاط الهمم والقعود عن الكسب والتحصيل، فصرنا نقيس المتقدمين على أنفسنا.
ناپیژندل شوی مخ