88

هدائق فی المطالب العالیه الفلسفیه العویصه

الحدائق في المطالب العالية الفلسفية العويصة

پوهندوی

محمد رضوان الداية

خپرندوی

دار الفكر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۰۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

دمشق

ژانرونه

فلسفه
فَإِن قَالُوا لِأَن الجزيئات تدخل تَحت الزَّمَان وتتغير بتغيره وَيحْتَاج فِي مَعْرفَتهَا إِلَى الْحَواس وجوابنا عَن هَذَا أَن نقُول ألستم تعلمُونَ أَن الْإِنْسَان إِنَّمَا يعلم الكليات بمشاهدة الجزئيات الْوَاقِعَة تَحت الزَّمَان وَالِاسْتِدْلَال عَلَيْهَا بالمقدمات الغريزيات فَهَل تَزْعُمُونَ أَن الله تَعَالَى يدْرك الكليات بِهَذَا السَّبِيل فَإِن قَالُوا نعم شبهوه بالبشر وَقُلْنَا لَهُم إِذا جَازَ عنْدكُمْ أَن يشبه الْبشر فِي علم الكليات فَمَا الَّذِي يمنعهُ أَن يشبههم فِي علم الجزيئات وَإِن قَالُوا لَا يجوز أَن يعلم الكليات على نَحْو مَا يعلمهَا الْبشر وَإِنَّمَا يعملها بِنَوْع آخر من الْعلم لَا يكيف وَلَا يشبه علم الْبشر قُلْنَا فَمَا الْمَانِع أَن يعلم الجزيئات بِهَذَا الْعلم وَلَا فرق وعمدة هَذَا الْبَاب وَغَيره من الْكَلَام فِي صِفَات الله تَعَالَى أَن تجْعَل اصلك أَن البارئ سُبْحَانَهُ لَا يشبه شَيْئا وَلَا يُشبههُ شَيْء وتجتهد فِي أَن تعلم هَذِه الْجُمْلَة بالبراهين الْوَاضِحَة

1 / 120