ب (الرّجيع) وهو ماء لهذيل بين (عسفان ومرّ الظّهران) «١» ظفر بهم بنو لحيان بعد أن أعطوهم العهد بالأمان، فقتلوا منهم ستّة، وهرب اثنان، وأسروا اثنين، وهما: خبيب بن عديّ، وزيد بن الدّثنّة، فباعوهما ب (مكّة) لقريش، فاشتروهما وقتلوهما.
وفيها أيضا-[أي: السنة الثّالثة]- بعد (أحد) «٢»: بعث النّبيّ ﷺ مع عامر بن مالك العامريّ ملاعب الأسنّة «٣» سبعين رجلا، وهم القرّاء بجواره، فقتلهم قبائل سليم: عصيّة ورعل وذكوان، وأخفروا «٤» جوار عامر بن مالك، فقنت النّبيّ ﷺ يدعو
_________
عن أبي هريرة ﵁، وقد أورد المؤلّف بعث الرّجيع ضمن أحداث السّنة الثّالثة للهجرة. والّذي ترجّح أنّها من أحداث السّنة الرّابعة. والله أعلم.
(١) مرّ الظّهران: وهو في معاجم الجغرافية العربيّة (وادي فاطمة)؛ يقع في الشّمال الشّرقي لمكّة، بعيدا عنها ب ٢٨ كيلومتر منها، وهو أكبر الوديان سعة، وأكثرها خصبا وما آ، وأوفرها قرى وسكّانا ومساكن، يصب فيه تسعون واديا من أودية مكّة الكبار والصّغار، فهو مجمع الأودية، وطوله نحو ثمانين كيلو مترا. ويبتدئ وادي فاطمة من المناعمة شرقا بجنوب، وينتهي بجدّة غرب مكة، وتهبط مياهه من جبل (برد) وهو أعلى فرع له من جهة الجنوب، ويهبط بعض مياهه كذلك من وادي نخلة (اليمانيّة) من البوباة (البهيتة) . وكذلك يصب فيه وادي نخلة (الشامية) من الناحية الغربيّة، ويصبّ فيه وادي (حورة) أيضا، وكذلك وادي (علاف) من ناحية الشّمال، ووادي (العشر) ووادي (سرف) الذي به قبر السّيّدة ميمونة أمّ المؤمنين ﵂، كلاهما يفيضان على وادي فاطمة. ولعل لإقامة الأشراف الهاشميين من بني فاطمة ﵂ أثرا في تغليب اسم (وادي فاطمة) على اسم (مرّ الظهران) .
(٢) أيضا أورد المؤلّف وقعة بئر معونة ضمن أحداث السّنة الثّالثة للهجرة. والّذي ترجّح أنّها من أحداث السّنة الرّابعة. والله أعلم.
(٣) وسمّي عامر بن مالك ملاعب الأسنّة يوم السّوبان، والأسنّة: جمع سنان، وهو الرّمح، فكان عامر ملاعب الرّماح.
(٤) أخفروا: نقضوا العهد وغدروا.
1 / 65