الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
الذّكر، ويُقِلُّ اللّغْوَ، ويُطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين يقضي له الحاجة (١).
٣ - عن عبد اللَّه بن عمر ﵄ قال: ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجهِ رسول اللَّه ﷺ على المنبر، فما نزل حتى جيّش (٢) كل ميزاب بالمدينة، فأذكر قول الشاعر:
ثِمَالُ (٣) اليتامى عصمة للأرامل ... وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه
وهو قول أبي طالب (٤).
والأرملة: المرأة التي مات زوجها، والأرمل الرجل الذي ماتت زوجته، وسواء كانا غنيين أو فقيرين، ويُقال لكلِّ واحدٍ من الفريقين على انفراده: أراملُ، وهو بالنساء أخصّ وأكثر استعمالًا (٥)؛ ولهذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁: (لئن سلّمَني اللَّه تعالى لأَدَعَنَّ أرامل العراق لا يحتجن إلى رجلٍ بعدي أبدًا) (٦).
فاتضح من الأحاديث آنفة الذكر أن رسول اللَّه ﷺ كان يرحم
(١) النسائي، كتاب الجمعة، باب ما يستحب من تقصير الخطبة، برقم ١٤١٥، وصححه الألباني في صحيح النسائي، ١/ ٤٥٦. (٢) جيّش: أي تَدَفَّقَ وجرى الماء. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة (جيش) .. (٣) ثمال: أي الملجأ والغياث. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة (ثمل). (٤) ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء، برقم ١٢٧٢، وحسّنه الألباني في صحيح ابن ماجه، ١/ ٣٨٢، وأخرجه البخاري تعليقًا وموصولًا، كتاب الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، برقم ١٠٠٨، ١٠٠٩، وبهذا قوّاه الحافظ ابن حجر، انظر: صحيح ابن ماجه، ١/ ٣٨٢. (٥) النهاية في غريب الحديث، ٢/ ٦٦. (٦) البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب قصة البيعة، برقم ٣٧٠٠.
1 / 156