185

إلى الدنيا خرجت إليها بالرأس طاعة منك لربك ، واليوم يدعوك سبعين مرة إلى الصلاة فلا تجيبه برجلك.

** الرابعة :

سببا في خروجها ومادة لها كالنطفة في خلق الولد وهو قادر على إنشاء الأشياء بلا أسباب ومواد كما أنشأ نفوس الأسباب والمواد ، ولكن له في هذا التدريج والتسبب حكما يتبصر بها من يستبصر ، ويتفطن بها من يعتبر و «من» في «من الثمرات» للتبعيض. كما أنه قصد بتنكير «ماء» و «رزقا» معنى البعضية لأنه مفرد في سياق الإثبات ، فكأنه قيل : وأنزلنا من السماء بعض الماء فأخرجنا به بعض الثمرات ليكون بعض رزقكم وهذا معنى صحيح ، لأنه لم ينزل من السماء الماء كله ، ولا أخرج بالمطر جميع الثمرات ، ولا جعل الرزق كله في الثمرات فيكون كل الثمرات بعض الرزق فضلا عن بعضها. ويجوز أن تكون للبيان كقولك «أنفقت من الدراهم ألفا». ثم إن كانت «من» للتبعيض كان انتصاب «رزقا» بأنه مفعول له ، وإن كانت للبيان كان مفعولا لا «خرج» و «لكم» صفة جارية على الرزق إن أريد به العين ، وإن جعل مصدرا فهو مفعول به ، كأنه قيل : رزقا إياكم. وإنما قيل : «الثمرات» على لفظ القلة وإن كان الثمر المخرج بماء السماء جما كثيرا لأنه قصد بالثمرات جماعة الثمرة التي في قولك «فلان أدركت ثمرة بستانه» تريد ثماره كقولهم للقصيدة «كلمة» وللقرية «مدرة» ، أو لأن القلة وضعت موضع الكثرة نحو ( ثلاثة قروء ) [البقرة : 228] أو تنبيها على قلة ثمار الدنيا في جنب ثمار الآخرة.

** الخامسة :

** فلا تجعلوا

العبادة وأساسها التوحيد ، وأن لا يجعل لله ند ولا شريك ، أو ب «لعل» فتنصب «

** تجعلوا

37] في رواية حفص عن عاصم. أو «بالذي جعل لكم» إذا رفعته على الابتداء ، أي هو الذي نصب لكم هذه الأدلة القاطعة والآيات الناطقة بالوحدانية فلا تتخذوا له تعالى شركاء. والند المثل ، ولا يقال إلا للمثل المخالف المناد من ناددت الرجل خالفته ونافرته ، وند ندودا إذا نفر. ومعنى قول الموحد «ليس لله ند ولا ضد» نفي ما يسد مسده ونفي ما ينافيه. وقوله «

** وأنتم تعلمون

الأحوال. وهكذا كانت العرب خصوصا قطان الحرم من قريش وكنانة ، لا يشق غبارهم في الدهاء والفطنة. والتوبيخ فيه آكد أي أنتم العرافون المميزون ، ثم ما أنتم عليه في أمر

مخ ۱۸۷