159

فتوح الشام

فتوح الشام

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤١٧هـ

د چاپ کال

١٩٩٧م

المتنصرة ونادى خالد بن الوليد ﵁ يا عبدة الصلبان ويا أعداء الرحمن هلموا إلى الحرب والطعان فلما سمع جبلة كلام خالد ﵁ علم إنهم ما خرجوا رسلا وإنما خرجوا للقتال فخرج جبلة من بين أصحابه وقد اشتمل بلامة حربه وهو يقول: أنا لمن عبدوا الصليب ومن به ... نسطو على من عابنا بفعالنا ولقد علونا بالمسيح وأمه ... والحرب تعلم إنها ميراثنا أنا خرجنا والصليب أمامنا ... حتى تبددكم سيوف رجالنا ثم قال جبلة من الصائح بنا والمستنهض لنا في قتالنا فقال خالد بن الوليد ﵁: أنا فاخرج إلى حومة الحرب فقال جبلة نحن قد رتبنا أمورنا لحربكم وقتالكم وأنتم تتربصون عن قتالنا فوحق المسيح لا أجبناكم إلى الصلح أبدا فارجعوا إلى قومكم وأخبروهم اننا ما نريد إلا القتال قال فأظهر خالد التعجب من قوله وقال له: يا جبلة أتظن أننا خرجنا رسلا إليك فقال جبلة أجل فقال خالد بن الوليد ﵁: لا تظن ذلك أبدا فوالله ما خرجنا إلا لحربكم وقتالكم فإن قلتم اننا شرذمة فإن الله ينصرنا عليكم فقال جبلة يا فتى قد غررت بنفسك وبقومك إذ خرجت إلى قتالنا ونحن سادات غسان ولخم وجذام فقال خالد بن الوليد ﵁: لا تظن ذلك واننا قليلون فقتالكم رجل منا لالف منكم وتخلف منا رجال أشهى إليهم الحرب من العطشان إلى الماء البارد فقال جبلة يا أخا بني مخزوم لقد كنت أفضلك في عقلك وأروم بك مرام الأبطال حتى سمعت منك هذا الكلام إنك أنت والستين رجلا ترومون قتالنا ونحن سادات غسان وأبطال الزمان ها أنا أحمل بهذه الستين ألف فارس فلا يبقى منكم أحد ثم صاح جبلة بقومه يا آل غسان الحملة. فلما سمعوا كلام سيدهم حملت الستون ألف فارس في وجه خالد بن الوليد والستين رجلا فثبت لهم أصحاب رسول الله ﷺ واشتبك الحرب بينهم فما كنت تسمع إلا زئير الرجال وزمجرة الأبطال ووقع السيف على البيض الصقال حتى ما ظن أحد من المسلمين ولا من المشركين أن خالدا ومن معه ينجو منهم أحد فبكى المسلمون وأخذهم القلق على أخوانهم وجعل بعضهم يقول: لقد غرر خالد بن الوليد بأصحاب رسول الله ﷺ وأهلكهم والروم تقول أن جبلة أهلك هؤلاء القوم فهلاك العرب حاصل بأيدينا لا محالة ولم يزل القوم في الحرب والقتال حتى قامت الشمس في كبد السماء قال عبادة بن الصامت فلله در خالد بن الوليد ﵁ والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ﵁ والفضل بن العباس وضرار بن الأزور وعبد الله بن عمر بن الخطاب رضوان الله عليهم اجمعين لقد رأيت هؤلاء

1 / 163