157

فصوص الحکم

فصوص الحكم

ژانرونه

في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه . فظاهره هلاك وباطنه نجاة وإنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا (1) وهي تنظر إليه ، مع الوحي الذي أهمها الله به من حيث لا تشعر . فوجدت في نفسها انها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل "عين لا ترى قلب لا يفجع * (2) . فلم (95-1) تخف: عليه خوف مشاهدة عين،ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر ، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن(3) ظنها به . فعاشت بهذا الظن في نفسها ، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألتهمت لذلك(4).

لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه. فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها ، وهو علم في نفس الأمر . ثم(5) إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا - خوفا في الظاهر ، وكان في المعنى حبا للنجاة. فإن الحركة أبدا انما هي حبية ، ويحجب(5) الناظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك . وذلك لأن الأصل حركة العالم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود ، ولذلك يقال ان الامر حركة عن سكون : فكانت(7) الحركة التي هي وجود العالم حركة حب. وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله "كنت كنزا (8) لم أعرف فأحببت أن أعرف(9)". فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه . فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك : ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا ، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة (10) حب من جانب الحق وجانبه : فإن

مخ ۲۰۳