ألاترى علم الله بالأشياء ما أكمله ؛ كيف تمم في حق (1) من عبد هواه واتخذه إلها فقال " وأضله الله على علم " والضلالة (2) الحيرة : وذلك أنه لما * رأى هذا العابد (90-1) ما عبد إلا هواه بانقياده لطاعته فيما يأمره به من عبادة من عبده من الأشخاص ، حتى إن عبادته لله (3) كانت عن هوى أيضا لأنه لو لم يقع له في ذلك الجناب المقدس هوى - وهو الإرادة بمحبة (4) - ما عبد الله ولا آثره على غيره . وكذلك كل من عبد صورة ما من صور العالم واتخذها إلها ما اتخذها إلا بالهوى . فالعابد لا يزال تحت سلطان هواه . ثم رأى المعبودات تتنوع في العابدين * فكل عابد امرأ ما يكفر هن يعبد سواه والذي عنده أدنى تنبه (5) يحار لاتحاد الهوى ، بل لأحدية الهوى ، فإنه عين واحدة في كل عابد . " فأضله الله " أي حيره "على علم * بأن كل عابد ما عبد إلا هواه ولا استعبده إلا هواه سواء صادف الأمر المشروع أو لم يصادف . والعارف المكمل من رأى كل معبود مجلى (6) للحق يعبد فيه " ولذلك سموه كلهم إلهأ مع اسمه الخاص بحجر أو شجر أو حيوان أو إنسان أو كوكب أو ملك : هذا اسم الشخصية فيه . والالوهية (7) مرتبة تخيل (8) العابد له أنها مرتبة معبوده وهي (9) على الحقيقة مجلى الحق لبصر هذا العابد المعتكف على هذا المعبود في هذا لمجلى المختص . ولهذا قال بعض من عرف مقالة جهالة "ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى " مع تسميتهم إياهم آلهة حتى قالوا " أجعل الآلهة إلها واحدأ إن هذا لشيء عجاب* . فما أنكروه بل تعجبوا (90-ب) من ذلك
مخ ۱۹۵