148

فصوص الحکم

فصوص الحكم

ژانرونه

عاداهم وحفظه أموالهم وأنفسهم عليهم . وهذا كله تسخير بالحال من الرعايا يسخرون في ذلك مليكهم ، ويسمى على الحقيقة تسخير المرتبة . فالمرتبة (1).

حكمت عليه بذلك . فمن الملوك من سعى (2) لنفسه ، ومنهم من عرف الأمر فعلم أنه بالمرتبة في تسخير رعاياه ، فعلم قدرهم وحقهم ، فآجره الله على ذلك أجر العلماء بالأمر على ما هو عليه (89 - ب) وأجر مثل هذا يكون على الله في كون الله في شؤون عباده. فالعالم كله مسخر (3) بالحال من لا يمكن أن يطلق عليه أنه مسخر . قال تعالى "كل يوم هو في شأن " . فكان عدم قوة إرداع هارون بالفعل أن ينفذ في أصحاب العجل بالتسليط على العجل كما سلتط موسى عليه حكمة من الله تعالى ظاهرة في الوجود ليعبد (4، في كل صورة . وإن (5) ذهبت تلك الصورة بعد ذلك فما ذهبت إلا بعد (6) ما تلبست عند عابدها بالألوهية ولهذا ما بقي نوع من الأنواع إلا وعبد إما عبادة تأله وإما عبادة تسخير فلا بد من ذلك لمن عقل (7) . وما عبد شيء من العالم إلا بعد التلبس (8) بالرفعة عند العابد والظهور بالدرجة في قلبه : ولذلك تسمى (9) الحق لنا برفيع الدرجات ، ولم يقل رفيع الدرجة . فكثر الدرجات في عين واحدة . فإنه قضى ألا يعبد (10) إلا إياه في درجات كثيرة مختلفة أعطت كل درجة مجلى إلهيا عبد فيها . وأعظم مجلى عبد فيه وأعلاه " الهوى " كما قال " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه " وهو أعظم معبود ، فإنه لا يعبد شيء إلا به ، ولا يعبد هو (11) إلا بذاته ، وفيه أقول :

ووحق الهوى إن الهوى سبب الهوى

ولولا الهوى في القلبما عبيد الهوى

مخ ۱۹۴