رجع: أنأنس بليلٍ دلامس، ليس يرد يدلامسٍ، وذكر الله نهار للمظلمين. هات أو لا تهات، القدر كأسدٍ نهاتٍ، يأكلنى مع المأكولين. انتعش، بالتقوى تعش، وربك ناعش العاثرين. أسكران أم أنت صاحٍ، لا تستتر بنصاحٍ، قتوار بثوب التقوى فإنه لباس المنجحين. وقع الرمث، على الدمث، فلم يسر والله مسير السفين. إذا كان الناسك، ليس عن الدنيا بمتماسكٍ، فما يقول الراغبون، ولو شاء الله جعل زهدًا رغبة الراغبين. ذات شمراخ، بدت من خيلٍ مراخٍ، وعلى الله أجر السابقين. حال الغصص، دون القصص، وجاء الغرق، بالشرق، وربك عصرة المعتصرين. إذا رضيت الخلفة، بالحفلة، فلترض الحائل، بلمع المخايل، وعلى الله رزق الجاذب والصفوف. غدًا الأجله، وعقله ممتله، والله موفق كل لبيبٍ. فاهدنا رب إلى طاعتك ولا تجعلنا أهل إنتكاثٍ. غاية.
تفسير: الليل الدلامس: مثل الدامس. هات أو لا تهات: مثل عاط أو لا تعاط: والأصل آت، فأبدلت الهاء من الهمزة. وبهت الأسد إذًا أخرج صوته من صدره. والنصاح: الخيط. والشمراخ: الغرة المستطيلة في دقةٍ. والمراخي: من الإرخاء وهو ضرب من العدو. والخلفة: الناقة التي في بطنها ولدها وجمعها خلفات وربما قالوا خلف؛ قال الراجز:
مالك ترغين ولا يرغو الخلف ... أتنكرين والمطئ معترف
والحائل: التي لا حمل بها. والمخايل: جمع مخيلةٍ وهي السحابة التي يخال فيها المطر. والجاذب: التي قد إرتفع لبنها. والصفوف: التي تملأ قدحين في الحلب. والأجله: المفرط الضلع وهو مثل الأجلح، وقال بعضهم: الأجله أقل شعرًا من الأجلح.
رجع: كرهت البشرة، دبيب الحشرة، ولتصيرن كهشيم العشرة، منعك من الإران، فقد الأقران، وأنف أسد العرين نافرٍ من العران، وعنق اللبؤة، منكر خيط اللؤلؤة، وأسوق الرخال، لا تحفل يخلخال، ما يصنع الناعب، بسوار الكاعب، إن وضعه في عنقه جال، ولا يثبت في مكان الأحجال. فاجعلنى رب كراعٍ فطنٍ، ليس في مكانٍ بموطنٍ، رأى الخال، فربق السخال، ولم يسرح الثلة، في أرض مصلةٍ، بل أرسلها في أرضٍ إمتياثٍ. غاية.
تفسير: الحشرة: يقال للصرصور وما يجرى مجراه ولليربوع والفارة وما يجري مجراهما. والعشرة: شجرة ضعيفة الهشيم. والإران: النشاط. والعران: عود يجعل في أنف البختى. والخال: السحاب الذي يخال فيه المطر. فريق السخال: جعلها في ربقٍ وهو حبل تربق به البهم أي تشد.
والمعنى أن الفطن يحترز من الأمر قبل وقوعه. والثلة: القطعة من الغنم. والمصلة: الأرض الكثيرة الأصلال وهي الحيات. والأمتياث: السعة وكثرة الخير.
رجع: العقل نبئ، والخاطر خبئ، والنظر ربئ، ونور الله لهذه الثلاثة معين. غبت وغبيت، ليس من بيتٍ، عند بني النبيت، فعليك بتقوى الله فإنها جالبة للنعم، طاردة للسيئات. أنني كريت، فذهب شهر كريت، فإذا أنا قد شريت، وبخالق الأيد أستنجد على المؤيدات. وكل مبهمٍ حريجٍ، فله برحمة الله تفريج، وليس بغير طاعته تعريج. لا يغرنك الصدح، وطائر مصدح، إنما كشف ما فدح، الله الممتدح. فالحمد لله كفى شرة راحٍ، تحمل بالراح، في يومٍ راحٍ، لابد من ردى رادٍ، يصبح قريب المراد، بين الناجذ والراد. لو لبست درعا، أريد للمنايا دفعًا، لأزارتني رءوس الأراقم، وأنا في مثل برودها من الحديد الواقم، ونظرت الى عيون الحمام الآدب، من مثل عيون الجنادي، وبيد الله الآجال. سواء عليك المغفر والتسبغة، وإهاب من بغةٍ، أغفلته الدبغه، فأرفت بين أنامل اللامسين. لا أصدق أن الدلى أخرجت من الجفر الحلى؛ ولا أن زارع البر، احتصد أكمةً تشتمل على الدر، ولكن إذا شاء الله فعل ذاك. ليس على القمر وسم، أنه رأته طسم، لقد بقى اسم، ودرس الأسم. كنيت وأنا وليد بالعلاء فكأن علاءً مات، وبقيت العلامات. لا أختار لرجل صدقٍ ما ولد له أن يدعى أبا فلان. ورب شجرة شاكةٍ ثمرها غير عذبٍ، وليس ظلها برحبٍ، أسمها السمرة وكنيتها أم غيلان. ولو شاء الله قالت السعلاة للإنسى: هذا برق سار، قال: لا؛ ولكنه وميض نارٍ. قالت: الفؤاد أشيم من السواد! لو لم يكن برقًا، ما أرتعج حشاى خفقًا، والله محرك الحواس. البعيث، يشتم الأعراض ويعيث، والمنية إليه ذات إنبعاثٍ. غاية.
تفسير: البيت: ما يبات عليه من القوتٍ. وبنو النبيت: من الأنصار.
1 / 63