فصلونه په ثقافت او ادب کې

علي الطنطاوي d. 1420 AH
194

فصلونه په ثقافت او ادب کې

فصول في الثقافة والأدب

خپرندوی

دار المنارة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

د خپرونکي ځای

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

والمذهب القصصي، والمذهب الصوفي، والمذهب المادي، يلتقي في كل مذهب كلُّ من ذهب إليه من الشعراء، من لدن امرئ القيس إلى شعراء هذا العصر. ويكون مثل ذلك في المدح والهجاء والوصف والرثاء ... وهذه الرابطة في المذهب أقوى من رابطة العصر التي يتمسك بها واضعو مناهج الأدب في المدارس. عيوب في برامج الأدب المدرسية من عيوب هذه البرامج أنها تأتي التلميذ المبتدئ الذي لا عهد له بالأدب فتفرض عليه أصعب نصوصه وأبعدَها عنه ألفاظًا ومعاني وأسلوبًا وموضوعًا، وكلما ازداد قوة زادته تسهيلًا، حتى ينتهي بدرس الأدب العصري! وهو ضد ما توجبه الفطرة وما تدعو إليه قواعد التعليم وما يراه صاحب الذوق السليم. ومن عيوب هذه المناهج أنها تهمل الأدب نفسَه وتُعنى بتاريخه، فتعرّف الطالب بمزايا الأديب ومكانته ونسبته إلى أدباء عصره، ولكنها لا تفرض عليه فهم شعره، ولا تلزمه دراسة نصوص منه دراسةَ لغةٍ وبلاغة وتحليل. ولست أدري كيف يدرس الطالب شاعرًا وهو لم يفهم شعره! وإنْ شرح المدرّسون والمؤلفون بيتًا اقتصروا على تفسير الغريب من ألفاظه، مع أنه ربما فُهمت ألفاظه كلها ولم يُفهَم معناه. ولقد اشتغلت مرة شهرًا كاملًا حتى فهمت معنى هذا البيت وأدركت ما هو الذي عضّ برأسه: وما زلتُ خيرًا منك مُذْ عَضَّ كارهًا ... برأسِك عادِيُّ النِّجادِ رَكوبُ (١)

(١) البيت لأرطأة بن سُهَيَّة يهجو به شَبيب بن البَرْصاء، وخبره في=

1 / 201