فصلونه په ثقافت او ادب کې

علي الطنطاوي d. 1420 AH
193

فصلونه په ثقافت او ادب کې

فصول في الثقافة والأدب

خپرندوی

دار المنارة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

د خپرونکي ځای

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

ثالثًا: لأن التطور الأدبي يخالف في طبيعته التطور السياسي، فقد زالت الدولة الأموية وجاءت الدولة العباسية خلال أيام أو أشهر، ولكن الأدب الأموي لم يذهب خلال هذه الأشهر، والشاعر الذي كان يَنْظم أيام بني أمية على أسلوب لم يبدّله لمّا تبدلت الحكومة. وكما أن الطفل لا يصير شابًا في يوم معين من شهر معين، بل يتم ذلك في المدة الطويلة ويكون كحركة الظل، تراه واقفًا وهو يمشي، فكذلك الأدب، لا يتحول إلا في الزمن المديد وبالسير البطيء. المذاهب الأدبية وخير من ذلك أن ندرس الأدب تبعًا للمذاهب الأدبية. وللإفرنج مذاهب معروفة: المذهب الاتّباعي (الكلاسيك)، والعاطفي (الرومانتيك)، والواقعي، والخيالي، والطبيعي، والرمزي. ولكل ذلك أنواع وفروع؛ فواقعية إميل زولا غير واقعية قُصّاص الروس، وتاريخية ديكنز غير تاريخية دوماس الكبير. فلِمَ لا نكشف في الأدب العربي عن الصفات المتشابهة في طائفة من الشعراء فنجعلها مذهبًا؟ فيكون في الغَزَل المذهب العذري،

= إذا بلغ الرّضيعُ لنا فِطامًا ... تَخِرّ له الجبابرُ ساجدينا وقول الأَوْدي: والبيت لا يُبتنَى إلا له عَمَدٌ ... ولا عِمادَ إذا لم تُرْسَ أوتادُ وهذه مزية للعربية أكرمها الله بها لمكان القرآن منها، وكل محاولة لتبديل قواعدها أو تغيير حروفها أو إحلال العامية مكانها محاولة خائبة، لأن الله حفظ هذه اللغة بالقرآن.

1 / 200