الإسلام مهدَّد. إنه لم يمرّ على الإسلام خَطْب كالخطب الذي يمر به في هذه الأيام.
كان في الماضي أفراد ملحدون أو جماعات محدودة تحارب الإسلام، ولكن الإسلام اليوم يواجه قوى ضخمة. إنها دول غنية بالمال وبالسلاح، وعقول كبيرة شريرة تخطط لهذه الدول وتضع لها المناهج المدروسة؛ أموال تُعَدّ بآلاف الملايين، وبشر يُعَدّون بالملايين لتطبيق هذه المناهج.
لقد استطاعوا أن يغزوا آخر بقعة من العالم الإسلامي، وأن يدخلوا في أصغر حلقة من المجتمع الإسلامي.
دخلوا إلى المدارس فدسّوا ما يريدون في مناهجها، دخلوا إلى المحاكم فرفعوا منها أحكام الإسلام، دخلوا إلى وسائل الإعلام كلها فسخّروها لمآربهم، دخلوا إلى البيوت فتحكّموا في الأزياء وفي العادات ... لم يسلم منها أحد.
أفسدوا العقول بالمذاهب والشبهات وباسم حرية الفكر. أفسدوا الأخلاق باسم الانطلاق والتحرر والروح الرياضية والحياة الفنية والحرية الجامعية، وبغير ذلك من الأسماء التي تتعدد ألفاظها ومعناها واحد، هو إذهاب العفاف وإضاعة الأعراض.
فماذا صنعنا نحن أمام هذا كله؟ كتبنا مقالات كل ما فيها مكرَّر مُعاد، وخطبنا خطبًا أكثرها كلام فارغ من المعنى، ثم ذهبنا فنمنا. فهل نستمر، أم نعترف بعقم هذا المسعى ونفتش عن مسلك آخر؟
يقولون إن الرجوع إلى الحق فضيلة، فلماذا لا نرجع إلى
1 / 48