للحظة نسيت تعاستي وأمر المسخ، وبدد نسيم الصباح البارد كل أخطائي؛ فللمرة الأولى منذ شهور أفكر في أمر آخر بخلاف تجاربي.
صحت: «هنري!» ثم عانقته بقوة وأجبته: «لا، لم أعرف أنك قادم. ماذا تفعل هنا؟ سعدت برؤيتك للغاية!»
ابتسم وقال: «أخيرا سمح لي أبي بالذهاب إلى الجامعة. أتصدق هذا؟»
أجبته: «هذا رائع! كيف حال أسرتي؟ لا بد أنك محمل بالأخبار من أهلي. كيف حال إليزابيث؟ ووالدي؟ وأخوي؟»
أجاب: «لا تقلق يا فيكتور. جميعهم بخير، مع أنهم يتمنون لو كنت تراسلهم أكثر من هذا.» ثم لكمني في كتفي مازحا وحدق بي وقال: «يا إلهي! أنت هزيل وشاحب، هل أنت مريض؟»
أجبته: «كنت أعمل ليلا ونهارا على إحدى التجارب.» نسيت كل شيء حدث لي الليلة المنصرمة وقلت في عجالة: «دعنا نعود إلى منزلي لنتناول إفطارا شهيا!»
استقللنا عربة هنري إلى شقتي، وبعدما بلغنا المبنى الذي أقيم فيه تملكني الخوف. ماذا لو أن المسخ لا زال هناك؟ لا يمكن أن يراه هنري. ماذا سيظن بي؟
توقفت العربة أمام باب المبنى، وودع هنري السائق. جمعنا حقائبه واتجهنا إلى الممر الأمامي. قلت له: «انتظرني هنا دقيقة واحدة، أود أن أرتب الشقة سريعا.»
رد هنري: «أوه يا فيكتور، لا أكترث بالفوضى. أنا متعب وأود أن أجلس في مكان لا يهتز مثل العربة.»
قلت له متوسلا: «أرجوك، دقيقة واحدة فحسب.» ثم ارتقيت السلالم في لمح البصر. ولما بلغت باب شقتي اقشعر بدني. استجمعت كل شجاعتي، وفتحت الباب على مصراعيه. توقعت أن أجد شبحا، عالما أن تلك المخاوف ستطاردني دائما. تنفست الصعداء عندما وجدت شقتي خاوية؛ لقد رحل المسخ البشع!
ناپیژندل شوی مخ