ولهذا كان من فضل هذه الآية الكريمة أنَّ مَن قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يَقْرَبُه شيطان حتى يُصبح، وهو في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة ﵁ في سياق طويل١.
ومن فضلها ما ثبت في سنن النسائي وغيره من حديث أبي أمامة ﵁ عن النبيّ ﷺ أنَّه قال: " من قرأ آية الكرسي في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ لم يمنعه من دخول الجنة إلاّ أن يموت" ٢، يعني لم يكن بينه وبين دخول الجنة إلاّ الموت، قال ابن القيّم ﵀: "بلغني عن شيخنا أبي العباس ابن تيمية - قدّس الله روحه - أنَّه قال: ما تركتها عقيب كلِّ صلاة"٣.
وقد صحّ عن النبي ﷺ تفضيل سورة الإخلاص، وأنَّها تعدلُ ثلُث القرآن، ففي البخاري من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ أنَّ رجلا سمع رجلًا يقرأ ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ﴾ يردّدها، فلمّا أصبح جاء إلى رسول الله ﷺ فذكر ذلك له وكأنَّ الرجل يتقالُّها، فقال رسول الله ﷺ: "والذي نفسي بيده إنَّها لتعدل ثلث القرآن"٤.
وروى البخاري عن أبي سعيد ﵁ قال: قال النّبيُّ ﷺ لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة"، فشقّ ذلك
١ صحيح البخاري (رقم:٢٣١١) .
٢ السنن الكبرى للنسائي (٦/رقم:٩٩٢٨)، وصححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم:٩٧٢) .
٣ زاد المعاد (١/٣٠٤) .
٤ صحيح البخاري (رقم:٥٠١٣) .