Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar
فقه الأدعية والأذكار
خپرندوی
الكويت
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
ژانرونه
١٥/ فضل آية الكرسي، وسورة الإخلاص، وسُوَر أخرى
نواصل الحديث عن تفضيل بعض سور القرآن وآياته، حيث سبق تناول شيء ممّا ورد في فضل سورة الفاتحة التي هي أفضل سور القرآن وأعظمُها على الإطلاق.
وقد صحّ عن النبيِّ ﷺ أنَّ أفضل آية في القرآن الكريم هي آيةُ الكرسي، ففي صحيح مسلم من حديث أُبيّ بن كعب ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "يا أبا المنذر أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: ﴿اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ﴾، قال: فضرب في صدري وقال: واللهِ لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذر"١. أي: ليكن العلمُ هنيئًا لك.
وهذه الآية الكريمة إنَّما كانت بهذه المنزلة لعظم ما دلّت عليه من توحيد الله وتمجيده وحسن الثناء عليه، وذِكْرِ نعوت جلاله وكماله، فتضمّنت من أسماء الله خمسة أسماء، وتضمّنت من الصفات ما يزيد على العشرين صفة للربّ ﵎، فهي قد اشتملت من ذلك على ما لم تشتمل عليه آية أخرى في القرآن، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "وليس في القرآن آية واحدة تضمّنت ما تضمّنته آيةُ الكرسي، وإنَّما ذَكَرَ اللهُ في أوّل سورة الحديد وآخر سورة الحشر عدّة آيات لا آيةً واحدةً"٢.
١ صحيح مسلم (رقم:٨١٠) .
٢ جواب أهل العلم والإيمان (ص:١٣٣) .
1 / 89