فصل:
اعلم انه قد يدخل على التركيب عوارض وعلل وذلك لقلة معرفة اهل هذا الشأن وسنذكر منها جملا وننبه منها على معان ينتفع بها ويحتاج الى معرفتها فمن ذلك اخذ القلم ومراعاته فى هيئته وامتلائه وقوة مائه ونشر الفروع من الثمار واخراج المنشور منها بالمناجل الحادة من اجل الاحتراق الذى يتولد فيها عند النشر: وان يراعى الشق فى الفروع ليتوسط به ويكون له سكين يستعمل على هيئة سكين الحداد الذى يشفر به حوافر الدواب لان من الناس من لا يراعى هذا، فاذا هو نشر الثمرة ضرب بمنجله يريد شق الفروع ليتوسط بالشق فيخونه فيضربه فى غير النصف وربما ضرب ضربة لا يستحسنها فينزل عليها ضربة اخرى وكذلك يتخذ للتركيب السكين المذكور لانه يضعه فى نصف الفروع ويضرب عليه ويشقه شقا جيدا على قدر ما يريد وكذلك ينبغى ان يتخذ لهذا المعنى الحديد القاطع الاملس ويرتصد للتركيب اليوم الطيب المعتدل ومن نشب فى التركيب فى صدر اليوم وكان طيبا ثم تغير عليه بريح عاصفة او هواء بارد فقد قيل ان كان فى اول الشهر والقمر ظاهر على وجه الارض كان احسن له وكذلك فى الغرس ان شاء الله
فصل:
وينبغى ان يوخذ القلم فى يوم طيب معتدل الهواء وان تغير الهواء بعد ذلك وتكرر فليدفن الاقلام تحت الارض الى ان يصبح الهواء فى اليوم الثانى والى ثمانية ايام ولا يضرها ذلك وتبقى برطوبتها ولا ينبغى ان تحبس فى الماء هذه المدة لان الماء يجذب رطوبتها فتفسد بذلك وانما يجعل منها الاقلام فى صلاحها وقوة موادها، وكذلك ينظر الى الثمرة التى تركب فيها وبحسب ذلك يكون التركيب وينبغى ان يتخير القلم بان يكون متقارب العقد متمكنا فى صحته سليما من الزبول والضرر ويكون غلظه نحو الخنصر وارق وذلك ان الرقيق رخص يقبل الرطوبة وتندفع المادة فيه سريعا والغليظ بضد ذلك ثم يبرى القلم بريا محكما يكون طول البرية قدر نصف الاصبع او قدر برية القلم الذى يتركب به وتكون محلوبة (كذا) ولا تكون مستوية ويكون الجانب الواحد ارق من الآخر فى هيئة شفرة السكين ويكون الرقيق من البرية هو الذى يلى حرف الفرع والغليظ منها يلى الهواء ويلصق الجلد بالجلد حتى لا يمتاز بعضه من بعض اذا نزل فى شق الثمرة، وعلى مثل هيئة الشق تكون البرية لان الشق يكون فى اعلاه اوسع مما فى اسفله ينزل نزولا محكما كانه مخلوق فيه، وان كانت البرية مستوية موافقة فقد صنع لها فى الجوانب ركائب والالم تكن تلك البرية موافقة ونزلت نزولا فاترا، واما الشق الذى ينزل فيه القلم، فوجه العمل فيه ان يقصد الى الفرع الذى يراد تركيبه او الثمرة بعينها وتنشر الفروع منها، ثم يخرج موضع النشر بالمناجل القاطعة الحادة ويرمى به لان موضع النشر قد تولد فيه احتراق ثم يوخذ السكين المستعمل للشق المتقدم وصفه، ويتوسط نصف الفرع ويضرب ضربا لطيفا على قدر ما يشق الفرع مقدار البرية ثم يخرج ذلك السكين من الشق وينزل فيه منقار الحديد لينفتح الشق ويهبط القلم فيه ويبلغ الى حد الشق ويدخل مرغوما ثم يخرج المنقار فيزداد القلم وثاقا ثم يربط عليه بخيط الصوف وينزل القادوس عليه، وهذا التركيب هو المحمود المضمون ان شاء الله عز وجل
مخ ۹۶