الباب الثامن فى تركيب الثمار بعضها فى بعض ومعرفة ما يتركب منها وما لا يتركب والاخبار عن الاقاليم السبعة واهويتها وطبائعها
اعلم ان التركيب يحتاج الى بحث ونظر وتدبير وكشف لعلله، لان الاعراض الداخلة عليه كثيرة والتركيب فيه صلاح الثمار يعجل فائدتها وبركتها ويقرب ما بعد منها وينبغى لمستعمله ان يحسن النظر والفكرة حتى تعلم الثمار التى تقبل الغذاء قبولا جيدا او التى لا تقبله قبولا جيدا وتعلم الثمار المستغنية عن الغذاء وتنظر الى رقة ماء كل ثمرة وكثرته من قلته وتناسبها فى ذلك وتقاربها وكذلك ايضا تنظر فى المعمرة منها وغير المعمرة وما هى وسط بين ذلك وتبحث عن طبائعها وغرائزها لتعلم المنافر منها والمساعد والمتقارب والمتناسب، ثم رصد الوقت وارتقاب الهواء ومراعاة الزمن الموافق لكل نوع فالعوارض الداخلة على التركيب واسبابها دقيقة وسنبين من ذلك ما فيه كفاية ان شاء الله تعالى
ومما يستعان به على علم التركيب معرفة الاقاليم السبعة واهويتها وبعدها من الشمس وقربها ونحن نتكلم على نوع كل اقليم منها ما يحتمل كتابنا هذا مما لا يسع جهله اهل هذه الصناعة وبالله التوفيق
الاقليم الاول:
مخصوص بالحرارة واليبوسة بقرب الشمس منه ولا يجود فيه من الشجر الا ما كثر دسمه وقويت رطوبته مثل شجر اللبان والفلفل وما اشبههما، واما النبات الخفيف فلا يوجد فى هذا الموضع الا بادمان عليه وهذا الاقليم ماؤه ثقيل ذو دسم غليظ متكاثف. والتركيب لا يمكن الا فى الثمار الكثيرة الماء الرطبة الباردة وسيأتي فيما نبين هذا فيما بعد ان شاء الله تعالى
مخ ۹۱