فکر سامي
الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي
خپرندوی
دار الكتب العلمية-بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى-١٤١٦هـ
د چاپ کال
١٩٩٥م
د خپرونکي ځای
لبنان
ژانرونه
نسختها آية النور ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ﴾ ١ الآية مع آية الرجم التي نسخ لفظها وبقي حكمها، لكنه يؤول إلى نسخ القرآن بالسنة لعدم تواتر الناسخة الآن، وإن كانت متواتر في وقت الصحابة، أو يقال: نسخها دليل الإجماع؛ لأن الإجماع من الصحابة وعلماء الأمصار على رجم المحصن العالم العاقل المختار. ولم يخالف إلّا الخوارج والمعتزلة قالوا: لم نجده في القرآن، وأما ما في البخاري٢ من أن عبد لله بن أبي أوفى سئل هل رجم النبي ﷺ قبل نزول سورة النور أو بعدها فقال: لا أدري، فلا يلزم من عدم معرفته هو عدم اطِّلاع غيره، ففي الصحيح٣ من حديث أبي هريرة وعقبة بن عامر أن النبي ﷺ قال للرجل الذي قال له: إن ابني كان عسيفًا على هذا، وزنى بزوجته: "إن على ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس على زوجة هذا، فإن أقرّت فارجمها" وقال عليّ: رجمت بسنة رسول الله ﷺ وهو في الصحيح٤، وعن عمر ﵁ أنه خطب الناس فقال: "إن الله بعث محمدًا بالحق، وأنزل عليه القرآن، فكان مما أنزل عليه الرجم" أخرجه البخاري٥، وأخرج مسلم عن عباة بن الصامت أن النبي ﷺ قال: "خذوا عني، قد جعل الله لهنَّ سبيلًا، الثيب بالثيب جلد مائة والرجم" ٦.
السابعة: آية المائدة: ﴿وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَام﴾ ٧ وآية القتال: ﴿فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ﴾ ٨ نسختها آية البقرة: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾ ٩، لكن يشكل عليه أن المائدة متأخرة في النزول عن البقرة، بل قال ابن عباس: إن المائدة آخر ما نزل، ويجاب بأنها آخر ما
١ النور: ٦، ٧، ٨، ٩، وهي آيات الملاعنة، أما آية الرجم التي أشار إليها، فهي قوله: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموها البتة ... " وسيذكر المصنف بعد في حديث البخاري. ٢ البخاري في المحاربين "ج٨/ ٢٠٤". ٣ المصدر السابق "ج٨/ ٢٠٧"، ومسلم في الحدود "ج٥/ ١٢١". ٤ البخاري في المحاربين "ج٨/ ٢٠٤". ٥ المصدر السابق "ج٨/ ٢٠٩". ٦ مسلم "ج٥/ ١١٥"، وأبو داود "ج٤/ ١٤٤"، والترمذي "ج٤/ ٤١"، وابن ماجة "ج٢/ ٨٥٣" وانظر تحقيق أحاديث الرجم في نيل الأوطار "٧/ ٨٦". ٧ المائدة: ٢. ٨ التوبة: ٥. ٩ البقرة: ٢١٧.
1 / 95