68

فکر سامي

الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي

خپرندوی

دار الكتب العلمية-بيروت

د ایډیشن شمېره

الأولى-١٤١٦هـ

د چاپ کال

١٩٩٥م

د خپرونکي ځای

لبنان

ژانرونه

١١- المطففين. ١٢- الفجر. ١٣- البلد. ١٤- والليل. ١٥- القدر. ١٦- لم يكن. ١٧- الزلزلة. ١٨- العاديات. ١٩- ألهاكم. ٢٠- أرأيت. ٢١- الكوثر. ٢٢- الإخلاص. ٢٣، ٢٤- المعوذتان. والحق أن المختلف فيه هل هو مكي أو مدني بعض آياته مكية وبعضه مدني١. فإن قلت: إن مادَّة الفقه ليست القرآن وحده، بل والسنة والإجماع والقياس، فما هي مدة تكوينها؟ قلت: كذلك كان تكوّنها في العشر سنين المذكورة إذ جلَّ السنة المروية في الصحاح التي أخذ منها الفقه كانت في العشر سنين المذكورة، أما الإجماع فهو وإن كان لا يتأتى إلّا بعد وفاته ﵇؛ لأنه اتفاق مجتهدي الأمة بعده ﵇، لكن أصل إثباته بالقرآن المدني. قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ ٢، وقال: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ ٣، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ٤ الآية، وأما القياس فقد وقع في زمنه ﵇ العمل به، ويأتي مزيد بيان لذلك إن شاء الله تعالى٥. فإن قلت: إن الشرائع قبل شرعنا كان لها فقه متعلق ببيان عباداتها من صلاة وصوم ونحوهما، بل الشريعة الموسوية يوجد في توراته بيان بعض الحقوق الدنيوية، وإن كانت العيسوية بنيت على الزهادة والتبتل ولم تعتبر الدنيا، وأن كثير من فقهائنا يقول: شرع من قبلنا شرع لنا، فيكون فقهنا مقتبسًا من الشرائع قبلنا،

١ تسمية السورة مكية أو مدنية تعتمد على معظم آياتها وغالبها، فليس معنى كون السورة مكية مثلًا أن تكون جميع آياتها كذلك، فسورة الأنعام من المتَّفَق على أنه مكي، وفيها آيات قيل إنها مدنية "انظر ج١/ ٥٧" من الإتقان. ٢ آل عمران: ١١٠. ٣ البقرة: ١٤٣. ٤ النساء: ١١٥. ٥ عقد له بابين أحدهما بعنوان: هل استعمل الصحابة القياس على العهد النبوي، والآخر بعنوان: هل وقع القياس منه ﵇، ويأتيان عند كلامه عن القياس في هذا الجزء.

1 / 75