ترجمة عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي:
أحد العشرة، وأحد ستة الشورى، الأمين على أزواج رسول الله ﷺ بعده في حجِّهن، ولَّاه عمر ذلك، وهذه منقبة عظيمة أيضًا، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا فما بعدها، ولاه النبي ﷺ بعد دومة الجندل، قال فيه عمر: نعم الرأي عبد الرحمن، مسدد رشيد، له من الله حافظ.
وهو أحد المثرين المشهورين في الإسلام، خزّان الله ورسوله، أعان المسلمين إعانات مالية شهيرة، وله صدقات وأعمال برٍّ كبرى، وترك مالًا عظيمًا، كان محظوظًا في التجارة والعقل والعلم وسابقية الإسلام، ومناقبه جمَّة لا تفي بها هذه النتفة، وكان صاحب شورى عمر المرجوع إليهم في الآراء، والفقه، عمل برأيه كغيره في زيادة حد الخمر، وخالفه في تحبيس أرض الفرس، ورجع إلى روايته في حديث الطاعون، وأخذ الجزية من المجوس إلى غير ذلك، توفي سنة "٣٢" اثنين وثلاثين١.
ترجمة عبد الله بن مسعود الهذلي:
أحد السابقين الأولين للإسلام، سادس من أسلم، لذلك يعد سدس المسلمين، ضمَّه إليه النبي ﷺ فكان يلبسه نعليه، ويمشي معه وأمامه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، وقال ﵇: "إذنك علي أن ترفع الحجاب، وأن تسمع ١ سوادي حتى أنهاك" ٢، وهو صاحب الوسادة والنعلين والسواك.
شهد المشاهد كلها معه ﵇، وهاجر الهجرتين، وصلى القبلتين، وشهد له ﵇ بالجنة، وشهد له بالعلم، وقال فيه ﵇: "عليكم بعهد ابن أم عبد" ٣، وقال ﵇: "لو كنت مستخلفًا أحدًا من غير مشورة